لا أدري من أين جاءت وكيف تسللت «لوثة الخيانة» إلى المسلسلات والأعمال الدرامية الخليجية لتصبح «حبكة وبصمة» لهذه الأعمال وخصوصاً في شهر رمضان المبارك؟!.. فلا يكاد يحلو العمل الفني في عيون النجوم والمنتجين ما لم يكن معتمداً على «السحر والخيانة» وسوء الخلق وضعف التربية!!.. فهل هذه الأعمال تعكس حقيقتنا نحن الخليجيين بالفعل؟!.
وهل أهل الخليج ينتشر بينهم «السحر والخيانة الزوجية» بدرجة كبيرة وكظاهرة كما يعتقد الأشقاء العرب من المحيط إلى الخليج بسبب ما يشاهدونه على شاشتنا وفضائياتنا الخليجية؟!.
أعتقد أنه من «الإجحاف» أن «توصم» مجتمعاتنا بهذا الوصف «السيئ» من المؤلفين والمخرجين العرب «المتخلججين»!! وتسرب هذه الصور الهابطة من خلال هذه الأعمال لتتشرب الأجيال الطعم وتتربى على هذه المبادئ الغريبة أصلاً كون مجتمعاتنا محافظة وإن كانت «غير مثالية» بالطبع فنحن لا ندّعي أننا «معصومون» من الأخطاء وأن هذه النماذج غير موجودة، فنحن مثل بقية الشعوب لدينا الصالح والطالح، لكن ليس كلنا طالح كما تصورنا أعمالنا!!.
في العامين الماضيين ومن بين حوالي «30 عملاً فنياً خليجياً» نجد أن «6 أعمال» فقط لم تعتمد على هذه الأفكار والحبكات «الهابطة» والبقية سقطت في براثن السحر والخيانة والمكيدة ولو من خلال شخصيات ثانوية في العمل وأسقطت متابعيها في مزالق الشك والريبة!!.
هذا العام ومع انشغال «قطبي» إنتاج الأعمال الفنية العربية في مصر وسوريا بالاحتجاجات والثورات هل ستستمر الأعمال الفنية الخليجية في الاعتماد على هذا الطرح وهكذا قصص وتصوير المجتمعات بهذا السوء؟!.
رغم أن الإعلانات الترويجية لأعمال رمضان لم توضح الصورة بعد.. أعتقد أنه من الواجب على الأعمال الخليجية والتي وضعها «الحظ» على عتبة النجاح هذا الموسم وفي حال استثمرنا الفرصة جيداً اعتلاء العرش ووضع مجتمعاتنا في مكانها الصحيح ومناقشة قضايانا الواقعية وليس العزف على المحظور وما يندر وقوعه!!.
فمن الإنصاف أن نشاهد واقعنا ينقد ويقوم، وتعالج أخطاؤنا نحن كما هي وليس على نظام المخرج الخفي المستورد اللي «عاوز كذا»!!.. بل يجب أن تغلف أعمالنا بالواقعية الأقرب إلى الجمهور لنضمن نجاحها وعكسها للحقيقة ومعالجة الظواهر ولا يجب إطلاق العنان لمخيلة المؤلفين، والتي عادة ما تأخذهم إلى خيالات بعيدة وأقرب إلى الوهم!!.
ففي رمضان نسبة المشاهدة ترتفع وتزداد ويحرص الناس على متابعة الأعمال الخليجية. فلنتق الله في الشهر وصوامه ولنبتعد عن براثن الشك والتخوين قليلاً فإن ما يعرض ليس بالضرورة أن يكون «لوثة» أصابت المجتمع بقدر ما هي «معشعشة» في رأس ومخيلة مخرج عربي «مقنع» وليس خليجياً!!.
وإن «رز» المنتج الاسم في الشاشة لمخرجة أو مخرج من أبناء جلدتنا كضيف شرف وما بقي من «لوكيشنات» التصوير هذه الأيام تشهد!!.. و»بلاشي فضايح» ولنترك الطابق مستور ولا تجبرونا على كشف «المستخبي»!!.. وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net
