|
هذا الكتاب صغير في حجمه.. لكنه كبير في نفعه.
اسمه «مجالس المؤمنين» من تأليف د. عائض القرني، وصدر عن دار المحمدي.
وجاء في المقدمة: نحن اليوم نعيش في زمن كثرت فيه الفتن واشتدت فيه الغربة، فما أحوجنا إلى من يذكرنا ويحيي فينا ما قد مات أو ذبل.
وهذا الكتاب وقفات للذكرى يمكنك أن تقرأها بمفردك ومع نفسك ويمكنك أن تقرأها مع إخوانك وزملائك وفي أي مجلس يجتمع فيه المؤمنون، لذا سُميت بـ «مجالس المؤمنين».
يقول المؤلف: إذا فرح الناس بالمال والجاه فأفراح بـ(لا إله إلا الله). وإذا سعدوا بالدراهم والدينار فاسعد بحب الواحد القهار. إذا انسوا بالأهل والخلان فأنس بذكر الملك الديان.
يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم: لأن أقول: سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر. أحب إليَّ ممما طلعت عليه الشمس.
فكيف يفرح المؤمن بعد هذا الخطاب بأهل أو أحباب أو مال أو أصحاب.
) أرض بكفاية الله يكفيك عن كل كافية، فإنه غالب على أمره ولا يغلبه أحد، وتوكل عليه فإنه حي لا يموت، وسواه ميت.
أما كفى إبراهيم الخليل وقد ألقي في النار فصيرها له برداً وسلاماً.
أما نجى نوحاً من الطوفان يوم صارت الأرض كوكباً في بحر الماء.
أما شق البحر لموسى ودمر عدوه وفجر له الصخر بالماء العذب.
) لا تحزن..
هذه العبارة صاغها رسولنا صلى الله عليه وسلم في لحظة من لحظات معاناته تنفس بها في زمن أحاطت به الدنيا وهو في الغار يستتر من أعدائه فيلاحقونه من كل جانب ويرصدون عليه الطرق، ويغلقون عليه المنافذ ويوصدون في وجهه الأبواب، لكنهم ما استطاعوا أن يغلقوا باباً واحداً أو يوصدوا طريقاً واحداً أو يقطعوا حبلاً واحداً.
هنا باب الله المفتوح لمن أراد القرب ممن أدناه.
وهناك حبل الله الممدود لأوليائه المتصل بأحبابه.
هتف عليه الصلاة والسلام للصديق وهما في الغار: لا تحزن إن الله معنا يدافع عنا ويقبل منا، معنا بحفظه ورعايته، معنا بحمايته وكفايته، معنا فلا نخاف ولا نهزم، معنا فلا نخزى ولا نندم.