حين نمر على أديم القلب يتناثر النبض وتتوهج الذاكرة بمن سكنها وترك عبقه فيها، فهناك تحت عريشة القلب ظلال أديبنا عبدالله الجفري، صاحب القلم الشجي والأدب الرفيع والأثر الباقي، ينثر القلب عطر حرفه، ففي ركن يعبق حرفه للحب الذي نذر قلبه له، وفي آخر للمرأة التي أنزلها المكانة اللائقة بها سواء فيما كتب عنها أو في تلك النساء اللاتي كان داعمًا لإبداعاتهن موجهًا للكثيرات منهن، وفي طور آخر يكتب للحياة وعنها.. للشباب وللإنسان عامة.
تأخذني بوصلة القلب إلى ركن يتدفق بالشعر والأدب وحياة حافلة بالإنجاز.. وجهتي غازي القصيبي، اشتقناه شاعرًا ملؤه الشعر، روائيًا يحملنا إلى ميدان القاهرة، ومراعي الصبا وجسور المحبة وبحرين القلب والوشم والناصرية وبيروت ولندن كما كل المناصب الوزارية التي تألقت بحضوره.. نغني للشعر ونبكي غروب الأحبة.
وحيث جدة.. النهى الغريق بين شاطئيها، والهوى الذي لا يفيق يعزف حمزة شحاتة أجمل ما كتب إليها، فيمطره القلب كما السماء تلقي حملها غيثًا وخيرًا.
في ضفة أخرى من القلب يورق بصحف بيضاء تقرأ تاريخًا مطرزًا بالمجد هي للعلامتين حمد الجاسر وعبدالله الخميس، وقد أسهما في ثقافة وطنهما التاريخية والجغرافية، وما لهما من آثار بقيت تذكر بهما من صحف ومجلات وموسوعات في حقول المعرفة المختلفة.
في صحاري العطش.. ورسائله للمعري وبوح قلبه لولده نطرب لحاطب ليل يوقد نار الطائي ليصير دليلاً لمن يتهجى عمرًا مكللاً بالمعرفة والخبرة ورفقة موحد البلاد، في هذا الركن من القلب لا يدهشك عبدالعزيز التويجري مؤرخًا وأديبًا.
قرائي الأعزاء.. كان لي أن أنثر ما تأنى للذاكرة أن تفيض به وللقلب أن ينبض بذكرهم وعطرهم وألق ما تركوه لأشرككم بما تأنى للذاكرة أن تجود به.
من آخر البحر:
عندما أعتقد أني نهلت حبك حد الارتواء سأعود لأوقن أني عطشت حد الموت شوقًا
mysoonabubaker@yahoo.com