Thursday  14/07/2011/2011 Issue 14168

الخميس 13 شعبان 1432  العدد  14168

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

ما الذي ينقصنا كي نكون، وماذا يتوفر لنا وما نفتقده، حتى نتفوق على أنفسنا أولاً، وعلى غيرنا ثانياً؟ كثيراً ما أسأل نفسي في لحظات الصفاء مثل هذه الأسئلة، وأجيب بأن لدينا الأموال، وميزانية الدولة هي من أضخم ميزانيات الدول في العالم، وسوق القطاع الخاص عندنا من أكثر الأسواق عائداً على رأس المال، لدينا طاقات بشرية جاهزة للعمل والبناء، بل إننا بفضل الله لدينا بطالة (محترمة) إلى حد بعيد، يعني العنصر البشري جاهز، بل ومتلهف للعمل، والجامعات التي بلغت خمسا وعشرين جامعة حكومية وثماني جامعات أهلية، وما يقارب عشرين كلية، وعشرات بل مئات المعاهد ومراكز التدريب، لم تزل تضخ مئات الآلاف من الخريجين والخريجات، الجاهزين للمشاركة في البناء والتطوير، يا إلهي ماذا ينقصنا إذن كي نقود العالم، أو نصبح من دول العالم النموذجية؟

هل نحن معزولون عن العالم مثلا؟ لا نذهب إليه ولا يأتي إلينا؟ طبعاً لا، فكل ما يتوفر في العالم من تقنية موجود في أسواقنا، وطلابنا المبتعثون في الخارج تجاوزت أعدادهم المائة ألف مبتعث، أي أن شبابنا وبناتنا يتلقون العلم والمعرفة في الداخل والخارج بشكل متميز، لكن أين يذهب هؤلاء حين يعودون إلى البلاد؟.

لماذا كل هذا لدينا، وأكثر من ذلك، وما تحقق في بلادنا لا يقارن إطلاقا بإمكاناتنا المادية والبشرية؟ لماذا خدمات الصحة متأخرة كثيراً، والجميع يشكو من نقص الأسرّة والدواء؟ لماذا مستوى التعليم الأساسي دون المتوقع؟ لماذا السكن لا يتوفر لمعظم المواطنين؟ لماذا البنية الأساسية وخدمات الطرق في المدن وفيما بينها هشة ومتردية في معظمها؟ لماذا تفشل كثير من مشاريعنا التنموية أو تتأخر أو تنفذ بطريقة يجعلها تحتاج إلى صيانة بعد سنتين فقط من تسليمها؟

سيقول أكثركم إنه الفساد، وسيقول آخرون إنها البيروقراطية التي تنهش المجتمع ودوائره ومؤسساته، وسأقول لكم إن العلاقة بين الفساد والبيروقراطية علاقة طردية، ارتفاع أحدهما دلالة على ارتفاع الآخر، ولكن حتى وإن كانت تلك أسباب منطقية، أظن أننا لم نصل بعد إلى السبب المحوري لتواضعنا وتأخر نمونا.

إنه الفكر كما أظن، فالفكر الإداري والتخطيطي هو ما يجعلنا نتأخر كثيراً، فأن يتولى أكثر المؤسسات والجهات من هم فوق الستين من العمر، يعني أننا لن نجد الفكر الشاب المتحمس الطموح، ذلك الفكر الخلاق المبتكر، فمهما كانت خبرات هؤلاء الرجال، الذين خدموا الوطن سنوات طويلة، فإنها لن تضيف شيئاً مهماً في زمن سريع ومتطور، فعمر الإنسان وذهنه فيما بعد الستين عاماً لن يكون مبتكراً ولا خلاقاً، بل سيكون نمطياً وبطيئاً جداً، لنجد قرارات بطيئة ونمطية، وهكذا سنصاب بالخيبة ونحن نرى هؤلاء يدبرون أمور مجتمع يصل فيه الشباب، ومن هم دون الأربعين، إلى أكثر من 80% منه، فما الذي يمنع أن نجد وزيراً أو عضو مجلس شورى أربعيني، أو حتى في الثلاثينات من عمره، إذا كان لديه من القدرات والمهارات ما يجعله كفؤا لذلك؟ ألن يضيف وجوده في موقع اتخاذ القرار روح الشباب وأفكارهم الجديدة على مجمل الخدمات في البلد؟ أظن ذلك.

 

نزهات
ينقصنا فكر الشباب وطموحهم
يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة