عندما نقرأ عن السياحة، وخاصة السياحة في بلادنا نحتار في ما يطرح في وسائل الإعلام المختلفة. ونجد أنفسنا في حيرة لهذه الدعاية لبعض المناطق التي يراها المستفيدون منها سياحية. فعلى سبيل المثال ما طرح في هذه الجريدة بالعدد 14159 حول المناطق السياحية في الحدود الشمالية وينبع. وليس لي تعليق على هذا التحقيق. لكن ما نحن بصدده هو السياحة بوجه عام. ماذا نريد.. أو بالأصح ما هي مقوّمات السياحة التي هي المنظومة لنجاح السياحة. ولا نقصد بنجاح السياحة (صلخ) السياح مادياً، ولا ننظر لذلك. إنما تكون فائدة مزدوجة لا ضرر ولا ضرار. أما بالنسبة للمناطق السياحية. فكلنا يعلم أنّ بلادنا غنية بهذا الجانب (الآثار.. الشواطئ .. المرتفعات الباردة .. الرمال الساحرة .. المدن الجميلة) وغيرها من مناطق الجذب الأخرى.. لكن هذا كله لا يكفي. لأننا ركّزنا على وجود المناطق السياحية وتجاهلنا السكن. ومراعاة السائح في الحصول على سكن بسعر مناسب. ولن يتأتى ذلك إلاّ بمتابعة دقيقة للأسعار من قِبل الهيئة العامة للسياحة، حيث يتم تحديد الأسعار ومتابعة هذا الجانب. وإذا كانت السياحة في بعض الدول ينظر لها أنها.. (الماء .. والخضرة .. والوجه الحسن)، فنحن ننظر لها في وطننا بأنها (الجو .. والخضرة .. ومناسبة السكن)، بل ونطمح بالرقي بها من منظور ثقافي بعيداً عن مواسم (الصلخ) للسياح، الكل يريد أن يغير جو.. يخرج من الروتين.. لكن الأسعار نار.. تتصل على الموجودين في أبها يقولون لك خلك مكانك.. أما الذين سافروا إلى جدة فيقولون (شد أرضك).. واللي في الطايف يقول (حوّل فلوس) سلف.. وبصراحة ما فيه أحد رجع مبسوط من رحلته السياحية الداخلية.. وخصوصاً متوسطي الدخل الذين هم الشريحة التي تتضرّر من الأسعار.
إذاً ونحن نعلم جميعاً أن المواطن أصبح الآن بحاجة إلى سياحة في وطنه.. من أي وقت مضى.. فإنّ الهيئة العامة للسياحة ممثلة بصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان.. مهتمة بهذا الجانب. ونطلب المتابعة الدقيقة والمستمرة للأسعار.. وجولات يومية للمناطق السياحية.. والالتقاء بالسياح.. وتلمُّس مطالبهم..
حسن ظافر حسن الظافر - مدينة الأحمر