العلماء ورثة الأنبياء، وهم النجوم التي يُهتدى بها في ظلمات الجهل والفتن. وقد أمرنا الشرع الحكيم بتوقيرهم، والاعتراف بفضلهم لما قدموه للأمة. قال الله - تعالى -: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (18)) [آل عمران: 18]. وقال - تعالى -:{يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]. وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر). رواه الترمذي. وقد جاءت الأوامر الملكية الأخيرة لتؤكد مكانة العلماء في الدولة، والثناء عليهم من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله -: (اسمحوا لي أن أخاطب العلماء في هيئة كبار العلماء أو خارجها الذين وقفوا ديانة للرب عز وجل وجعلوا كلمة الله هي العليا في مواجهة صوت الفرقة ودعاة الفتنة).
موقع الوزارة على الإنترنت:
ومن خلال تصفح موقع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات على شبكة الإنترنت العالمية، تحت عنوان نبذة عن الوزارة، نلاحظ أن المسؤولين في الوزارة قد تطرقوا إلى الحقبة التاريخية منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله -، وما قام به من ربط مناطق المملكة المترامية الأطراف بشبكة من المخترعات الحديثة، وتأتي البرقيات أو «اللاسلكي» في طليعة تلك المخترعات الحديثة. وقام المسؤولون كذلك بذكر من تولى الوزارة منذ تأسيسها إلى الوزير السابق، وما تخللها من تغيير للمسمى من وزارة البرق والبريد والهاتف إلى مسمى وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات. ومن ضمن الذين تقلدوا مناصب الوزارة عبر التاريخ:
- صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز وزيراَ للمواصلات في عام (1372هـ)، وضمت إليها مرافق البرق والبريد والهاتف.
- الدكتور علوي درويش كيال، وزيراً للبرق والبريد والهاتف، من 8-10-1390هـ إلى 2-3-1416هـ.
- الدكتور علي بن طلال الجهني من 3-3-1416هـ إلى 16-8-1420 هـ.
- الأستاذ خالد بن محمد القصيبي من17-8-1420هـ إلى2-3-1424هـ .
الدور التاريخي للعلماء:
ومع بداية تأسيس البلاد، شارك العلماء بمواقفهم التاريخية بجانب المؤسس في إدخال شبكة اللاسلكي إلى البلاد كما دونتها المصادر التاريخية. ومن أهم تلك المواقف:
- في شهر رجب من عام (1345هـ)، أصدر العلماء فتوى بالتوقف، وعدم الجزم بالإباحة والتحريم. والتوقف عند العلماء يعني ألا يعاب فاعله، ولا يعاب تاركه، إلا بدليل شرعي. [انظر: جزيرة العرب في القرن العشرين لحافظ وهبه: 296].
- بعد شهر من الفتوى السابقة، أي في شهر شعبان من عام (1345هـ)، قرر المؤسس الملك الانضمام إلى الاتحاد الدولي في برن، وكذلك الانضمام إلى الاتفاقيات الدولية في مدريد. [انظر: البلاد العربية السعودية، فؤاد حمزة: 232].
- في عام (1346هـ)، أصدر العلماء فتوى بالجواز، وعدم وجود نص بالتحريم، بل وأنكروا على من اعترض على الملك. [انظر: تذكرة أولي النهى والعرفان، إبراهيم آل عبد المحسن: 3/181].وأخيراً، أرجو من المسؤولين في وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات أن يقدروا للعلماء موقفهم التاريخي، وأن يُدونوا الفتوى في الموقع، وذكر أسماء العلماء، كي يعرف المعاصرون والأجيال القادمة دور العلماء في تأسيس البلاد. والعلماء، كما وردت أسماؤهم في كتاب جزيرة العرب، هم:
الشيخ محمد بن عبد اللطيف، الشيخ سعد بن عتيق، الشيخ سليمان بن سحمان، الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العتيقي، الشيخ عبد الله العنقري، الشيخ عمر بن سليم، الشيخ صالح بن عبد العزيز، الشيخ عبد الله بن حسن، الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف، الشيخ عمر بن عبداللطيف، الشيخ محمد بن إبراهيم، الشيخ محمد بن عبد الله، الشيخ عبد الله بن زاحم، الشيخ محمد بن عثمان الشاوي، الشيخ عبد العزيز العنقري.