|
دمشق - باريس - واشنطن - أنقرة - وكالات
داهمت القوات السورية مدينتي حمص وحماة من أجل سحق الحركة الاحتجاجية المطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد.
وقال سكان إن القوات قتلت مدنياً واحداً على الأقل وأصابت 20 في حمص أمس الاثنين خلال أعنف مداهمات للمدينة منذ نشر قوات الجيش هناك قبل شهرين.
وجاءت الهجمات المدعومة بعربات مدرعة ودبابات على حمص ثالث أكبر مدن سوريا بعد يوم واحد من عقد السلطات مؤتمراً «للحوار الوطني» قاطعته المعارضة التي وصفته بأنه فقد المصداقية.
وقال أحد سكان باب السبع وهو محاضر إن «الغارات العسكرية والاعتقالات من منزل لمنزل أصبحت أمراً روتينياً بعد الاحتجاجات ولكن هذه المرة لم يكفوا عن إطلاق النار طوال الليل في الأحياء الرئيسية.»
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عربات مدرعة أطلقت نيران مدافعها الآلية على أحياء كثيفة السكان في حمص خلال الليل واعتقلت عدة أشخاص.
وفي مدينة حماة قال نشطاء إن قوات الأمن قامت بعمليات اعتقال من منزل لمنزل وسمع صوت إطلاق نار ولكن لم ترد أنباء فورية عن سقوط ضحايا.
ويقول نشطاء حقوق الإنسان إنه يوجد أكثر من 12 ألف سجين سياسي في السجون السورية.
وسمع صوت إطلاق النار عبر حماة خلال الليل مع مواصلة قوات الأمن والمسلحين الموالين للأسد الغارات على المدينة بعد قتل ما يصل إلى 30 شخصاً الأسبوع الماضي.
وبدأت أمس جلسات اليوم الثاني من مؤتمر اللقاء التشاوري للحوار الوطني الشامل الذي حضره في الأغلب أنصار الأسد.
وقال فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية بعد افتتاحه المؤتمر إن السلطات ستبدأ صفحة جديدة ملمحاً إلى السماح بعمل أحزاب سياسية أخرى غير حزب البعث الحاكم.
من جانبها، قالت الدكتورة بثينة شعبان، المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس الأسد في تصريحات للصحفيين نقلتها وكالة الأنباء السورية (سانا): «هذه لحظة تاريخية في تاريخ سورية وكل شرائح الشعب السوري شاركت في هذا المؤتمر والحوار مستمر للأيام القادمة».
ودعت شعبان بعض المعارضين سواء في الداخل أو في الخارج إلى «عدم الاستقواء» بالخارج «خصوصاً أنه قد توضح من خلال العراق وليبيا ومن خلال التجارب التاريخية المعروفة للجميع أن الاستقواء بالخارج يدمر الأوطان ويقودها إلى الخراب وأن الذي يبنيها هم أبناؤها».
وفيما يخص اللاجئين في تركيا قال مسؤولون أتراك أمس إن عدد اللاجئين السوريين في تركيا انخفض إلى 8579 لاجئاً بعد عودة مئات اللاجئين إلى سوريا خلال الأيام الأخيرة.
وقالت الوكالة التركية لمساعدة ضحايا الكوارث على موقعها على الإنترنت إن 238 سورياً عادوا إلى بلادهم خلال اليومين الماضيين.
وكان عدد اللاجئين الفارين إلى تركيا هرباً من حملة القمع الدامية قد بلغ 11739 لاجئاً.
من جهة أخرى قامت مجموعة غاضبة من السوريين بمهاجمة سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا أمس الاثنين احتجاجاً على الزيارة التي قام بها السفيران الأمريكي والفرنسي إلى مدينة حماة يومي الخميس والجمعة الماضيين.
وقال شهود عيان إن المتظاهرين، الذين بلغ عددهم نحو 300 متظاهر، رشقوا مبنى السفارة الأمريكية بالحجارة، وحطموا زجاج مدخل الزوار، كما تمكن أحد المتظاهرين من تسلق سور السفارة المرتفع.
وقال الشهود إن حرس السفارة الأمريكية أطلقوا قنابل مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.
كما أفاد شهود عيان بأن مجموعة غاضبة أخرى حاصرت السفارة الفرنسية ورشقتها بالحجارة، وقالوا إن حراس السفارة الفرنسية أطلقوا النار باتجاه المتظاهرين حولها، بينما أفادت تقارير صحفية أن بعض رجال الأمن الفرنسيين قاموا بإدخال معتصمين إلى داخل السفارة وضربهم.
واتهمت وزارة الخارجية الفرنسية التي استدعت السفيرة السورية في باريس في وقت متأخر الأحد السلطات بأنها لم تحم سفارتها في دمشق وقنصليتها في حلب بعد إحراق أعلام فرنسا ورشق المقرات بأشياء وإتلاف عربات.