قبل أيام، نظمت جمعية «إنسان» حفل فرحة النجاح لطلابها، للعام الثامن على التوالي، وعلى مدى خمسة أيام، تحت شعار: «نجاحكم يفرحنا»، شارك فيه ما يزيد على «10000» طالب، وطالبة. فكانت بحق خطوة إنسانية للجمعية، أبت -من خلالها- إلا أن تشارك أبناءها فرحة
النجاح، تحفيزاً لهم على التميز، وتشجيعاً لهم على التفوق.
وسط هذه الاحتفالات، كانت النفوس متلهفة، والأعناق مشرئبة في مشاركة أعضاء جمعية «إنسان» فرحة أبنائهم، ومكافأتهم عليها، ولاسيما وقد جبلت النفوس على حب من يشاركها فرحتها؛ ليساهم التكريم على دفع همتهم إلى الأمام، وجعلهم لبنات صالحة لأسرهم، ومجتمعهم، ووطنهم.
فكرت للحظات، وتخيلت أحد هؤلاء الطلاب المكرمين، وهو يعيش الموقف في هذا الحفل البهيج؛ ليقول لمن حضر: مساؤكم عناقيد نور، ولؤلؤ مكنون، بعد أن اجتمعنا هذه الليلة على حب رقيق، بدايته لقاء في طريق. فما أحلى لقاء الأحبة، حين تزدهر شجرة الحب، وينبعث منها عطر الزهر، وأنا أتلمس وريقات تسكن في قارورة العطر، وأستمع إلى موال بوادي الغضا تحت ضوء القمر، في أمسية صيفية دافئة، ترتسم بكل سحرها على شفاهنا، وتنبعث من أجوائها نسائم الغرام ؛ لتحمل الأفق بدلال نظراتها، وتملأ جوانبها نقاء وطهارة.
في ليلة لم يظهر لها فجر بعد، استعجلت هذا المساء؛ كي أنتظر هذا اللقاء، نحو حلم تاه به مشاعري، وارتجف في أرجائه قلبي الأسير. فبحضوركم زاد الجمال في ليلة مشهودة، انكسرت أضواؤها في أجوائها، وبردت حرارتها بحرارة أنفاسكم. وأظنها أصدق ليلة في حياتي، بعد أن رسمت ريشتها الساحرة لوحات تفوح بأقواس قزح، فكانت أشبه بقمر ليلة بدره، ينسدل مقلوباً بسواده على كتفيه.
ها أنا أستعد للمغادرة في الوقت، حين اكتنفت مشاعري هالة من الفخر، والاعتزاز. وأغدق إحساسي سيلاً من المحبة، والتقدير، المقرون بجزيل الشكر، والعرفان للقائمين على ذلك الصرح العظيم، وفي مقدمتهم معالي الأمين العام لجمعية «إنسان» الدكتور حمود البدر، فهو النبيل الذي تسيد الوفاء بعطائه، وتوج الابتسامة بصدق حفاوته. ومدير عام الجمعية الأستاذ صالح اليوسف، فمهما كتبت من كلمات منمقة تارة، وتارة أخرى مبعثرة، فلن أوفيهما حقهما.
هنيئاً لجمعية «إنسان» هذا التمييز، فهو تاج على رؤوسنا، إذ العبرة بكمال النهايات، لا بنقص البدايات. ودعواتي بمزيد من التوفيق لكل أعضاء الجمعية، ولكل المخلصين معكم من أبناء جمعية «إنسان».
drsasq@gmail.com