Sunday  10/07/2011/2011 Issue 14164

الأحد 09 شعبان 1432  العدد  14164

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

عزيزتـي الجزيرة

 

إنهم يرفضون زواج هذا الشاب بحكم العادات..!

رجوع

 

أتابع (الجزيرة) يومياً وخصوصاً صفحات الأفراح، وتعقيباً على ذلك أقول: كل إنسان على هذه البسيطة له آمال وتطلعات قد تكون ظاهرة أو باطنة، وقد يدعم تلك أو يضعفها أشياء كثيرة منها العادات والتقاليد، فإن تطبيقها - وللأسف - يتم رغم عدم الاقتناع بها.

فكل مجتمع له عادات وتقاليد ولكن الحضارة تختلف من مجتمع إلى آخر، فبقدر رقي حضارة المجتمع ترقى عاداته وتقاليده، فكل عادة منها مرغوب ومنها ما هو غير ذلك، وكذلك التقاليد، فعادة السخاء والعطاء والكرم كعادات مرغوبة يقابلها عادات مثل البخل والشح، وعادة الإيثار والمحبة مرغوبة يقابلها عادة الأنانية والكره غير المرغوب بها، وقس على ذلك. ولكن المشكلة في ذلك كله أن يصل مجتمع ما إلى التوغل في هذه العادات والتقاليد حتى تصبح إلزاماً يحدد من خلالها قوة انتمائك لهذا المجتمع أم اعتراضك بل يحدد من خلالها شخصيتك.

هناك عادات تفرض على الأشخاص بمجرد الوجود في المكان أو الزمان فوجودك في قرية صغيرة بالطبع تصرفاتك تكون وفق عادات هذه القرية ولا تحيد عنها لكي لا تكون محط أنظار أهالي تلك القرية بخلاف وجودك في المدينة الكبيرة التي لها صخبها وأضوائها. وهذا يجرنا لتذكر تصرفاتنا في الخارج وكيف نسأل وندقق عن الأنظمة والتعليمات الموجودة قبل اتخاذ أي إجراء لكي لا نقع في المحظور وبخاصة في الدول الغربية التي يمثل الخطأ فيها غرامة كبيرة، ونرى الانضباط في قيادة السيارة واتباع تعليمات المرور، وهناك عادات يحددها الزمان تفرض نفسها بقوة فعندما توجد بين أناس أكبر منك بالتأكيد سيكون حديثك أكثر دقة وحرفية بخلاف وجودك مع نظرائك، وهذا يتم لا شعورياً وهذا ليس عيباً، فالمثل العربي القديم يقول (لكل مقام مقال)، كذلك هناك أوقات رسمية وأخرى غير ذلك، فالحكيم من تصيد الأوقات المناسبة.

ومن هنا يجب علينا أن نضع موقفاً من تلك العادات والتقاليد، فبالتأكيد إذا عرضناها بكل حيادية على الدين والعقل والمنطق فسيظهر لنا أن بعضها محمود وآخر غير ذلك، وأن هناك أشياء نفعلها اعتباطاً بحجة العادات والتقاليد دون اقتناع بمدلولها أو فائدتها، فبعض تلك العادات لا يوافق الدين وبعضها لا يقبله العقل والمنطق، فأنت في تصرفاتك اليومية تحمل الكثير من ذلك وهي بلا شك تراكمات وخبرات على مر الزمان والسعيد من حمل أفضل العادات والتقاليد بعد موافقتها للدين والعقل والمنطق.

فليس من العقل رد الشاب ذي الخلق والدين بحجة أنه ليس من أبناء القبيلة (كعادة وتقليد) وترك حديث سيد المرسلين -صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).

وهناك عادات وتقاليد سيئة أخذت كما ورثت بدون جدل قد لا يتسع المقام لذكرها.

كل ما ذُكر لا ينفي وجود عادات وتقاليد حسنة دعا إليها الدين الحنيف وتواتر العمل بها امتثالاً لا إجباراً، وشكراً.

سعود بن إبراهيم الرضيان

saudsho@yahoo.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة