أبدع الأستاذ المرزوق في خلق صورة تعبيرية واجتماعية في العدد 14154 عن امتعاض بعض الناس من رؤية أقاربهم في الأماكن العامة ومحلات التسوق، وكأن في ذلك عيباً أو شيئاً خارجاً عن المألوف أن يتقابلوا كما يتقابلون في زياراتهم العائلية.. لماذا هذا الفتور في العلاقة والصدود عن رؤيتهم خارج أسوار المنازل والمناسبات العائلية والاجتماعات؟! هل لأنها صدفة أو لأنهم بصحبة عائلتهم ولا يجوز أن يسلموا عليهم؟ أم هو الخجل من رؤيتهم وكأنهم يقابلونهم في أماكن محرم فيها السلام والعناق والمصافحة..
إذا الرسول عليه الصلاة والسلام أمر بإفشاء السلام لقوله (ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم.. أفشوا السلام)...
فكيف بالسلام على قريب ومصافحته والابتسام في وجهه في أي مكان كان وليس التكشير في وجهه أو الصد عنه وكأنه عدو لدود تخاف أن تقابله أو أن يراك..
وليس عيباً أن تسلم على أقاربك أمام الناس وفي الأماكن العامة حتى لو كانت أمك أو أختك أو قريبة لك..
وفي الوقت هذا أصبح الشخص يتحاشى مواجهة أحد معارفه في أماكن الترفيه أو التسوق بأي طريقة كانت وإن رآه يتصرف كأنه لم يره..
وعلى النقيض هناك أناس يسعدون برؤية أقاربهم في الأسواق والأماكن العامة ويتبادلون أطراف الحديث معهم وهذا هو المألوف الذي يزيد من محبة قلوبهم.
وعيب القريب أصعب من عيوب الأغراب
لأن القريب يعيبك كل شيء يعيبه
وبعد القرابة والحمى أصحبتم كالأحزاب
ولن ينجو أحد من فعلته المخيبه
سعد سعود سعد العتيبي - الرياض - الشفاء