أن يتجرد الإنسان من عواطفه وينزع عن نفسه الألفة ويرتدي ثوب السطوة والغلظة ويتحول القلب الذي ما خلق إلا للحب والتسامح إلى بحيرة تنز حقدا وكراهية وتطغى لغة الشر والظلم على أي مفردة أخرى... حينها يتحول الإنسان إلى فك مفترس ووحش كاسر حينما يتجرد الإنسان من إنسانيته، ويصبح وحشا في هيئة إنسان، لا يعبأ بمنظر الرقّة والبراءة، ولا يتورع عن اغتيال الطفولة، النابضة بالحب والحياة، حينها تكشر عن أنيابها كل صفات الكراهية... وتبرز علامات حب الانتقام والتشفي في ممارسات أقل ما يقال عنها جريمة بحق الطفولة والإنسانية.
الطفل أحمد الغامدي، ضحية حقد وغيرة، فزوجة أبيه ترى فيه امتدادا للطرف الآخر في حياة زوجها، وصور لها عقلها المريض فكرة الخلاص منه، وزين لها الشيطان سوء تفكيرها، حتى يخل لها وجه زوجها، كما أخوة يوسف (اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم). أي حب هذا الذي لا تقوم له قائمة إلا بالقتل والظلم، وكيف تود الحفاظ عليه بقتل نفس زكية؟
إن أحب زوجي بصدق، فذلك يعني أن أحب لأجله كل من يحب، وأجعل فلذة كبده بالذات محل عناية ورعاية، علّ هذا الحب يثمر، وسيؤتي أكله عاجلا أم آجلا، لكنه الحقد، وغياب الضمير، وحضور الشيطان.
أتساءل... في خضم ذلك كله، أين دور الأب، كيف يلقي بفلذة كبده إلى شخص لا يفهمه ولا يعرف ما تنطوي عليه سريرته من غيرة وحقد.
وللنفس أخلاق تدل على الفتى
أكان سخاء ما أتى أم تساخيا
كيف يتزوج أحدهم امرأة نكاية بزوجته الأولى، وينتزع أطفاله من حضن والدتهم، ويلقي بهم في حضنٍ غريب، دون متابعة ومراقبة؟
لك الله يا أم الطفل المغدور (أحمد)
اللهم افرغ عليهم صبرا وثبت أقدامهم وقلوبهم.
آخر الكلام
ويارب من أجل الطفولة وحدها
أفض بركات السلم شرقاً ومغربا
وصن ضحكة الأطفال يارب إنها
إذا غردت في موحش الرمل أعشبا
ويارب حبب كل طفل فلا يرى
وإن لج في الإعنات وجهاً مقطبا
وهيئ له في كل قلب صبابةً
وفي كل لقيا مرحباً ثم مرحبا
- القريات