أتابع ما يكتب في الجزيرة من موضوعات تتعلق بالمرور وخصوصاً نظام ساهر وتعقيباً على ذلك أقول: بالطبع لا يختلف اثنان على مدى فائدة ساهر فعندما نتذكر نداءات المرور بعدم السرعة وأن السرعة قاتلة ومقولة (أن تصل متأخراً خير من ألا تصل) كانت فئة الشباب لا تأبه بذلك وقد عمل المرور كل ما بوسعه لتوعية الشباب بخطورة السرعة من لوحات إعلانية في عرض الشوارع إلى دعايات توعوية تلفزيونية وواصل المرور ابتكاراته للتوعية باستغلال أسابيع المرور الخليجية بأن وضع أمثلة حية لسيارات تعرضت لحوادث من جراء السرعة ورغم ذلك استمر بعض الشباب بالعناد محطماً الأرقام القياسية بالسرعة واختراع سبل جديدة لخرق الأنظمة المرورية حتى وصل ساهر الذي أسهر الكثير والكثير وهم يعدون مخالفاتهم ومراجعة حساباتهم وتحديد اتجاهاتهم قبل التحرك في عرض الشارع مع تحفظي الشديد في المبالغة في تحديد السرعات المطلوبة فليس من المعقول السرعة (80)كم بشارع ذي أربع مسارات وفارق كبير بين إشارة البداية والنهائية مثل طريق الأمير تركي بن عبدالعزيز الأول وكذلك تخفي جهاز ساهر بين الأشجار ومضاعفة الغرامة ولكن رغم كل ذلك فقد نجح (ساهر) في إحباط تهور الكثير من الشباب فمراكز الهلال الأحمر والمستشفيات والمراكز الطبية تشعر بالتقدير لهذا النظام الجديد من خلال تخفيف الحوادث وحالات الوفيات المرورية بل إن المتابع لحال قادة السيارات أصبح الواحد يتمتع بالقيادة وهو يدقق ويفحص الطريق من أوله إلى آخره وفي كل لحظة يتوقع خروج ساهر وقد خطف الجائزة منه (الغرامة).
إن الإنسان بطبعه لا يحب أن يشعر بالمراقبة والمتابعة بل يكره أن يكون تحت إشراف أيٍّ كان فكيف إذا كان من آلة تمثل كاميرا صغيرة تقبع داخل سيارة قد تخفت وتقمصت ثوب سيارة النقل العام تارة وسيارة عادية تارة أخرى وقد يكون هذا جيداً من الوهلة الأولى إذا كان للتحذير فقط أما أن يكون بقصد حصد الغرامات تلو الغرامات فهذا ما أقضّ مضاجع الشياب قبل الشباب ولكن بحكم أننا مسلمون نؤمن بأن كل تحركاتنا وتصرفاتنا مراقبة ومسجلة بكل دقة يجعلنا نؤيد تواجده في هذا الوقت ولكن بأكثر واقعية بحيث تتحدد السرعة المعقولة لطول ومساحة الشارع والنظر في مبلغ الغرامة ومضاعفتها بخاصة أن أغلب شرائح المجتمع شباب، والشباب إن لم يكن الواحد منهم عاطلا فطالب في الجامعة والمكافأة غرامة ساهر.
سعود بن إبراهيم الرضيان