|
عندما تحدث مشكلة بين الزوجين هناك طريقتان للتعامل مع هذه المشكلة طريقة صحيحة وطريقة خاطئة. الطريقة الخاطئة هي أن يلوم كل واحد منهما الآخر وينتظر التغيير منه، في هذه الحالة ستظل المشكلة قائمة وربما تتفاقم. والطريقة الصحيحة هي أن يعتبر كل طرف نفسه مسئولا عن المشكلة، وأن يبادر (بتغيير سلوكه أو بتغيير طريقة نظره إلى الموضوع) لإيجاد الحل.
فإذا كانت الزوجة تتضايق من زوجها لأنه سريع الغضب أمامها خياران: إما أن تلومه ولا تغير شيئا من طرفها، وبالتالي ستظل المشكلة قائمة، أو أن تسأل نفسها ما الذي يثير غضب زوجي وتبدأ بالابتعاد عن هذه المثيرات. بالمقابل إذا كان الزوج يتضايق من زوجته لأنها تثير غضبه فأمامه خياران: إما أن يلومها ولا يغير من طرفه شيئا، وبالتالي ستظل المشكلة قائمة، أو أن يقول لنفسه علي أن أخبرها بالأمور التي تثير غضبي لكي تتجنبها، أو علي أن أدرب نفسي على الهدوء والنظر إلى الأمور بطريقة أخرى تجعلني أقل توترا وغضبا. لأننا عندما نلوم الآخرين ونتجاهل مسؤوليتنا عن المشكلة تصبح فرصتنا في المساهمة في حل هذه المشكلة مساوية للصفر. أما عندما نتحمل المسؤولية ونبادر لإيجاد الحل تصبح لدينا فرصة للمساهمة في حل المشكلة وشتان ما بين وجود فرصة أو عدم وجود فرصة عل الإطلاق.
إذا نظرنا إلى الأزواج من حولنا سنجد أن أقلهم تفاهما هم أولئك الذين يكثرون من لوم الطرف الآخر في حين نادرا ما نجد زوجين متفاهمين يلوم أحدهما الآخر، ويعد نفسه ضحية له. إن تحمل المسؤولية والتحلي بروح المبادرة هي من أهم مكونات السعادة فالإنسان الذي يتمتع بالذكاء لا يقول لماذا لا يفهمني الناس، وإنما يقول ماذا يجب علي أن أفعل لكي يفهمني الناس، وإذا اتبع طريقة معينة لإفهام الآخرين ولم تنجح سيبحث عن طريقة أخرى، وهكذا يبدل ويطور في طرقه ووسائله حتى يفهم الناس ويفهموه. إن الذين يتبنون هذا الموقف هم أكثر الناس قدرة على التفاهم والتعامل الإيجابي مع الآخرين. فكم من علاقة زوجية وصلت إلى حافة الانهيار لأن الزوجين يعتقدان أنه يجب أن يتوافقا في طريقة التفكير وأن تكون علاقتهما رومانسية دائمة كالتي يشاهدها في التلفاز وأن يحلا كل المشاكل العالقة بينهما وأن تكون لهما اهتمامات وهوايات متشابهة ومتطابقة، أو لأن كل منهما يعتقد أن المشكلة تكمن في الطرف الآخر..!إن إدراك ماهية الحياة الزوجية ينقذ هذه العلاقة من توتر لا مبرر له ويساعد الزوجين على مد جسور الحب والتفاهم فوق أودية الفوارق والاختلافات.