قبل أربعة أشهر تقريباً ودعنا العم الفاضل الشيخ/ عبدالله بن محمد الهطيلي الهويمل الذي انتقل إلى رحمة الله وودع الدنيا وما فيها في اليوم الأول من شهر ربيع الثاني لهذا العام 1432هـ رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
لقد كان زاهداً عن الدنيا وزخارفها الفانية فتراه بتواضعه ومسكنه وبساطته وخفة نفسه ولا تمل الحديث معه.
أنعم الله عليه بالقناعة وأعطاه فلم يبخل في البذل والعطاء لكل مشاريع الخير في البلد الذي عاش فيه وغيره وما خفي كان أعظم من بذله وعطائه وتدرك حقيقة تواضعه وزهده حينما ترى هذا المسكن القديم الذي يقيم فيه وتنظر إلى ما قام بتشييده بجوار مسكنه إنه بيت من بيوت الله إذ أسس للمقيمين في قريته ميداناً من أهم الميادين التربوية للدعوة حيث تكفل ببناء جامع على نفقته الخاصة وتأثيثه بكامل ملحقاته على الطراز الحديث في موقع مميز وبارز للجميع اكتملت فيه الخدمات يكتظ بالمصلين في كل جمعة.
لقد اشتهر بقضاء حوائج الناس وفك أسرهم وتنفيس كرباتهم ويصدق فيه قول الشافعي:
وأفضل الناس ما بين الورى رجلاً
تقضى على يده للناس حاجاتُ
قدماتُ قومُ وما ماتت مكارمهم
وعاش قومُ وهم في الناس أمواتُ
فلا نملك إلا أن نبتهل إلى الله العلي القدير أن يعلي مقامه عنده وأن يبني له بيتا في الجنة وأن ينزله منازل الشهداء وأن يغفر له ولنا ولوالدينا ولجميع المسلمين إنه سميع قريب مجيب الدعاء آمين.
د. محمد بن سعد السريع