سأخرج من حدود غرفتي وجدرانها مجدة في لقائك، سأكون قطرات ماء على أسلاك الكهرباء، والرسومات في دفاتر الأطفال المدرسية، سأكون الشرائط الملونة في ابتسامات الصبايا، وأحلام الشباب الغائبة في طاقاتهم الغرة، ضمني حين تجدني قطرة ندى على حافة وردة يانعة، يحركها عنف الشهوة للحب، جردني من مسامات جلدي واسقني من جوارح نفسك العاشقة للحياة، عري نواميس أجراس الكنائس وهلالات المآذن الصارخة، انثرني عطرًا فواحًا كألوان قوس قزح، اجمع قصائد الشعراء واقرأ لي شيئًا من تفاعلها المحلق في فضاء الحلم، علَّ نفسي لا تستغيث لحظة بعادك الذي أجهل سرهُ، انقش على سفح جسدي كل مفرداتك، اهدني قبلك الدافئة بأبجدية ناعمة من أصابعك التعبة، ضمَّ بتناسق هذه الفوارق وارمها على شفاهي وساحات الحلم البريء، كباقات الورود الحمراء، سأكون الذكريات لأرواح يعد لها أمسيات حاملة عناوين جياشة، فيحلق الحزن عند عتبات الصمت العميق، فيلبس القمر خماراً من الخجل، وتنصاع الشمس عن قبورهم وقاراً، نغمة الموت لم تغنى لمثلهم، والجهل المنزلق على الدموع الساخنة ابتعد عن وسوسات السبات الذي واكب مصيرهم، ألم أقل لك إنني سأخرج من حدود الزمان والمكان، فتعال نسرق لحظة من عمرنا المغبون مثل أعمارهم، ونخلد وجودنا بما لم من أعمار، لنقفز فوق خطوط التقدم المحبوك من قبل الحاقدين، وإن لم نلتق فلنطلق كل العصافير والفراشات في سماء حقولنا المفقودة، ألم يخلقنا الله كي نعمر الأرض ونكون شعوباً وقبائل.