زراعة القرنية الجزئية توافقت الدراسات على أنها أفضل بكثير من زراعة القرنية الكاملة، منوهاً إلى أن الصعوبة التي تواجه الجراح عند إجرائها تتمثل في المحافظة على الجزء الرقيق جداً المتبقي من قرنية المريض ولا سيما مع مرور مشرط الجراح عليها مراراً خلال إجراء العملية موضحاً إن زراعة القرنية الجزئية تعد أصعب بكثير من زراعة القرنية الكاملة.
إن إصابات القرنية المخروطية بتمزق بطانتها قد يحول دون إمكانية زراعة القرنية الجزئية. مشيراً إلى أن زراعة القرنية الجزئية يمثل نوعاً من التحدي الذي يواجه طبيب العيون الجراح نظراً لأنها تحتاج إلى مهارة عالية ودقة متناهية يجب أن يتمتع بها لإجراء العملية ليتسنى للمريض أن ينعم بعدها برؤية ثاقبة وسلامة تدوم مدى الحياة.
ومع التطور التقني كاستخدام الإنتراليز ومع مهارة ودقة وإجادة الطبيب الجراح بالدرجة الأولى عكست زراعة القرنية الجزئية نتائج متقدمة في هذا المجال.
ويذكر أن عملية زراعة القرنية الجزئية يتم إجراؤها لعلاج مرض القرنية المخروطية، الذي ينتشر عند فئة كبيرة من الشباب ما بين 15-30 سنة ومن هنا تأتي خطورة هذا المرض، الذي ترجع مسبباته إلى أمور وراثية وأخرى خاصة بالحساسية وخاصة حساسية الرمد الربيعي.
ويعرف مرض القرنية المخروطية بأنه عبارة عن زيادة في تحدب قرنية العين يؤدي ضعف شديد في الرؤية وصعوبة في ممارسة النشاط اليومي كقيادة السيارة خاصة ليلاً.
وتمثل زراعة القرنية الحل النهائي والجذري لعلاج الحالات المتقدمة من القرنية المخروطية، مشيراً إلى أن رفض الجسم للقرنية المزروعة يعد أهم ما يزعج الطبيب والمريض على حد سواء، من هنا نشأت فكرة زراعة القرنية الجزئية والتي تعنى بها زراعة 90% من القرنية المتبرع بها والمحافظة على 10% من قرنية المريض والتي تحتوي على بطانة القرنية بما فيها خلايا البطانة Endothelium وغشاء ديسميت Descemet الأمر الذي يقلص نسبة الرفض إلى أقل من 1% بالإضافة إلى أن القرنية تكتسب متانة وقوة ضد الإصابة المباشرة للعين وبالأخص في حوادث. وحيث إن القرنية تشكل أكثر من 66% من قوة تركيز الضوء في العين فإن أي مؤثر يؤثر على هذين العاملين أو أحدهما فإنه يؤثر على جودة الرؤية بالعين.