يعد هذا النوع من العمليات أبرز تطور شهدته عمليات زراعة القرنية في هذا العصر، حيث كانت تتم عملية زراعة القرنية من خلال جميع طبقات القرنية الخمس، وتطور الأمر حتى أصبحت الزراعة جزئية أمامية أو خلفية حيث يتم استبدال الجزء المريض فقط وترك الطبقات السليمة، ويقصد بزراعة القرنية الجزئية الأمامية زراعة الطبقات السطحية من القرنية، وذلك لمعالجة الأمراض التي تصيب الجزء الأمامي من القرنية، وأيضا معالجة القرنية المخروطية وتصحيحها حيث نحتاج إلى زراعة الجزء الأمامي من القرنية والتي تمثل 90% من سماكة القرنية ثم تطور هذا النوع من الجراحة حتى وصلنا إلى إمكانية زراعة بطانة القرنية (الزراعة الجزئية الخلفية - الديسك) لمعالجة الأمراض التي تصيبها مثل الأمراض الوراثية، وأمراض استسقاء القرنية.
ففي الولايات المتحدة الأمريكية تتم سنوياً حوالي 15.000 - 20.000 عملية زراعة للقرنية، (أما في المملكة العربية السعودية فتتم زراعة حوالي 1500 عملية زراعة للقرنية سنوياً) ويعتمد تقريباً نجاح العملية على السبب المؤدي إلى عتامة القرنية وعلى سبيل المثال فمعدل نجاح عمليات زراعة القرنية لمرضى القرنية المخروطية أكثر من معدل نجاحها في المرضى الذين أصيبت قرنياتهم بحروق كيميائية كما أن تقبل الجسم للأنسجة المزروعة وعدم رفضها من أهم العوامل على نجاحها. وأهمها توفر البيئة المناسبة للعين كعدم وجود ارتفاع ضغط العين والتهابات داخل وخارج العين والجفاف ووجود الشعيرات الدموية في أنسجة القرنية.