اطلعت على ما كتبه الأخ د. عبدالرحمن الشلاش، في جريدة الجزيرة عدد 14156 حول سلم المعلمين الذي لم يطله ما طال سلالم غيره من الموظفين من تعديل وتحسين، ومواقف المعنيين في الوزارة تجاه زملائهم المعلمين في مطالباتهم بتحسين أوضاعهم المادية والمعنوية. إنها لفتة من غيور تستحق الشكر والتقدير. فالعاملين في الميدان التربوي، هم ممن سيحول ما تخطه الأقلام، وتقدح به الأذهان، من رؤى وأفكار إلى واقع معاش.

لذا لا بد من الاستماع لهم، وتلمس احتياجاتهم، والاستجابة لمطالبهم، وإلا ستظل تلك الرؤى والأفكار حبيسة الصدور والأدراج. فمن ذا الذي سيتولى تفعيلها، وتحمل تبعاتها، غير العاملين في الميدان التربوي. إن الوزارة حينما تغفل أو تتغافل عن هذه الحقيقة، ماذا ستتوقع أن يحدث! غير فتور في الهمة، وعزوف عن الالتحاق بمهنة التدريس وهي من المهن الشاقة، فمن سيتخرج بمعدلات عالية، سيطرق أبواباً غير باب التدريس، أما من يعمل في التدريس، وهو يحمل مؤهلاً تعليمياً عالياً، فسيحاول نقل خدماته لوزارة التعليم العالي، لما لديها من محفزات وميزات. ومع مرور الزمن، وتقاعد ذوي الخبرة والتجربة، وقلة الإقبال على الانخراط في سلك التعليم، ستضطر الوزارة إلى إعادة النظر في تعاملها مع معلميها، وستعمد إلى أكبر عدد من المحفزات وهذا واقع لا محالة. فلماذا لا تبادر الوزارة ومن الآن، بتحسين أوضاع المعلمين المادية والمعنوية، ومطالب المعلمين، مطالب بسيطة ومشروعة، وهي على النحو الآتي:

- الذي يستحق المستوى الخامس مثلاً، لماذا يعين على المستوى الأول أو الثاني؟ وبعد ترقيته للمستوى الذي يستحقه، ظهرت المماطلة في منحه حقوقه، حتى اضطر بعض المعلمين إلى الترافع لدى ديوان المظالم، وكانت الوزارة هي الخصم.

- يجب إعادة النظر في نصاب الأربع والعشرين حصة.

- أن يمنح المديرين صلاحية إعفاء المعلمين من الحضور، في حال الانتهاء من تصحيح أوراق اختبارات الطلاب، وغيرها من الالتزامات.

- أن يعاد النظر في سلم المعلمين، بحيث لا تتوقف العلاوة، حتى يبلغ المعلم السن النظامي للتقاعد.

وختاماً: لقد جدت الوزارة واجتهدت كثيراً، في تطوير البيئة التعليمية، فقد تقلصت المدارس المستأجرة، وزودت المدارس بكافة ما تحتاجه، من أدوات وآلات.. أما ما يتعلق بالعاملين في الميدان التربوي، فلم يطالهم التطوير والتغيير، كما ينبغي.

والله ولي التوفيق

محمد بن فيصل الفيصل - المجمعة