لست مرشحاً ولا أنوي ترشيح نفسي في الانتخابات الحالية ولا المستقبلية كي لا يظن أحد بأنني أتحدث بدافع غيرة أو فعل معاكس، لكن من حقي كغيري أن أقول وأن أكتب عن ما أراه وأسمعه في غمرة حمى الانتخابات البلدية، لهذا أطلب من الناخبين كافة الحذر والتأني والعقلنة والدقة والتأكد وتوخي
السلامة والتبصر وإذكاء البصيرة وتفعيل الحكمة في مدى ملاءمة المرشح من عدميته وما هي الفائدة المرجوة منه ومن عمله القادم وهل يملك مشروعاً حيوياً أو لديه فكراً خلاباً أو أسلوباً مثمراً يعمل لمرافق الحياة وسياقاتها أم مجرد عملاً يشبه الحصرم وبقايا الزرع العتيق يختبئ وراء وهنه ورخاوته وبحثه عن الوجاهة والمسمى دون غير، وذلك قبل البدء في عملية الترشيح حتى لا يتم تحويل هذا الحدث الوطني الهام إلى مجرد فزعات و(مونات) لا تسمن ولا تغني الوطن ولا المواطنين بأي فائدة سوى إضاعة الوقت والجهد ودق (الحنك) في اجتماعات واهية لاهية تشبه زقزقة العصافير ولغة الصم وحلم النائمين، إن الهاجس الوطني يجب أن يتشكل لدينا ويلح علينا حتى يصبح عندنا هو المراد والمرشح والفائز، إن إقامة علاقات واضحة وهادفة بين الناخب والمرشح هي التميز الذي نريده ونبتغيه والذي يجب أن يلعب دوراً مهماً في تصاعد العملية الانتخابية باعتبار أن المرشح يجب أن يكون مؤهلاً علمياً وفكرياً وثقافياً وصاحب رؤية واضحة ولديه القدرة على وضع الخطط والاستراتيجيات ولدية القدرة والمرونة على الركض الدؤوب والحركة الفائقة ولا يعرف التأني والتسويف والمراوغة، وعلى هذا الأساس يجب أن تكون عملية الاختيار للمرشح مشمولة بهذه الأشياء، لا لمجرد الرغبة في الهيمنة والوجاهة ومحاكاة الآخر ومنافسته وتحديه، إننا لا نريد مرشحا متورما بالفراغ ومنتفخا بالوهم، ولا نريده مرشحا يشبه الضارب بالودع والرمل، أو مستيقظاً على رهان يشبه الجنون، وغير متوهج بشعلة النداء، أو بعيداً عن الذين اقتربوا منه، أو مطارداً لسراب لا نهاية له، أو متفرجاً فوق ربوه عالية، أو فاتحاً ذراعيه للمستحيل، أو عابثاً متخبطاً يشبه لعبة حرب مدبلجة، أو عصفوراً منفلتا بخيطه، أو مصغيا للكلام المصطنع، أو نائما بين ثنايا ملح، إننا نريد مرشحاً يلبس خارطة الوطن تراباً ومناخاً، نريده متناثراً بين حبات رمال صحرائه الممتدة بحلم عالٍ وشموخ جبل وصخب بحر، نريده مرشحاً مختلفاً يعطينا اهتماماً قل نظيره، نريده منبثقا يشبه نور شمعة مضاءة، نريده فجراً يبعد الغبش، نريد انسكابه شمس تصهر خيوط العتمة، نريده أن يرسم للوطن خارطة الغد البهية، إن الجهود الرامية إلى بناء فكر انتخابي حر بعيداً عن المعطيات المختلفة والأنانيات الذاتية والجمعية وله مشتركات متنوعة وكثيرة تعكس النتائج المختلفة والحس الوطني والتعاضد مع كافة شراح المجتمع هو الذي نريده ونأمله ونرجوه، إن علينا أن نتعلم مائة مرة من أخطائنا في الانتخابات الماضية وأن نعي تلك الأخطاء ونتفاداها، وعلينا أيضاً أن لا نسمح لبعض المرشحين أصحاب المغانم والأهواء والغايات والأهداف غير النبيلة وغير المؤهلين لقيادة سفينة العبور نحو سواحل العطاء والنماء والاستطالة في سحب بساط فرحة الانتخابات من تحتنا وعلى مرأى منا دون أن ننبس ببنت شفة، ولكي لا نفشل أو يعترينا الحزن والنحيب علينا اختيار الأصلح والأفهم والأجدر صاحب الوعي والإدراك والمخيلة الراقية المالك لعملية الإقناع والالتزام والجدية في العمل والثبات والمثابرة والانضباط والحماس واللغة ودعمه دعماً مطلقاً دون غيره.
ramadanalanezi@hotmail.com