الجبيل - عيسى الخاطر
جهاز البلاك بيري أصبح وسيلة سهلة للاتصال وتتداوله أغلب فئات المجتمع كبارا وصغارا شبابا وفتيات في ظل تطور التقنيات وتنوع الأجهزة الأمر الذي بات الشغل الشاغل لكونه همزة وصل بين الأصدقاء بل تحول التحاور به بين الأشقاء بالمنزل بواسطة هذا الجهاز، فأصبح لزاما الوقوف على هذه الظاهرة والحديث عنها، وفي هذا الجانب تحدث لـ»الجزيرة» الدكتور وليد عبد العزيز الملحم استشاري الطب النفسي ومدير الخدمات العلاجية بمجمع الأمل للصحة النفسية وقال: لا شك أن البلاك بيري شأنه شأن كل شيء له إيجابياته وسلبياته فجهاز البلاك بيري وسيلة للاتصالات ويتشابه مع وسائل الاتصالات السريعة مثل الماسنجر في البريد الإلكتروني ولم ينحصر استخدام البريد في الكمبيوتر الشخصي أو المحمول بل أصبح كذلك من خصائص الجوالات بما يسمى التلفونات الذكية فمن إيجابياتها أنها وسيلة اتصالات اجتماعية بين الأهل والأصدقاء وكذلك نقل الأخبار المختلفة، سياسية، فنية، اجتماعية وغيرها.. ويمكن نقل المواد المرئية والمسموعة وكذلك الصور والوثائق ويمكن استخدامه في التجارة ومجالات الدعاية والإعلان والترويج لسلع معينة أوحتى للأفكار المختلفة، ولأننا في عصر السرعة فتجد الشباب مهيأ لأن يكون أول من يتلقى المعلومة وبالتالي يكون له السبق بالمعرفة ونشرها لأكبر عدد من الناس وهذه الخدمة يمكن تلقيها في الحل والترحال في البيت والشارع وفي أي مكان، فلذلك ترى الشباب منشغل بالجهاز في أي مكان وخصوصا عند الانتظار في السيارة، في البنوك، وحتى الدوائر الحكومية، وبهذا يتسلى ويقضي على ملل الانتظار الطويل.
ومن سلبياته أنه مكلف ماديا. ويستنزف الوقت وخصوصا للطلبة الذين هم أحوج ما يكونون لاستغلال الوقت. ويشتت الانتباه والتركيز لكثرة ما يبث من خلاله من مواد مختلفة وغير مترابطة فهو يستهلك ويستنزف طاقة الدماغ. ويلهي الشباب عن المجالس الاجتماعية التي يكون التواصل والتفاعل فيها مباشر وبين عدة أطراف (اجتماع حقيقي وليس اجتماع إلكتروني) فابتعاد الشباب عن تلك المجالس يضعف اجتماعية هؤلاء ويقلل ثقتهم بنفسهم عند اجتماعهم في الواقع، ويؤدي إلى التعود والإدمان. ويؤدي إلى اضطرابات النوم حيث إن تلك الرسائل تأتي بشكل مستمر على مدى (24 ساعة) وبدون توقف ولأن خدمة البلاك بيري عالمية وسبب فارق التوقيت فيظل المستخدمون يرسلون رسائل وتأتي بنغمات أو اهتزاز حتى في وقت النوم ولأن المتلقي شغوف بتلك الخدمة فتجده متنبه وقد يستيقظ لمطالعة الرسائل مما يؤدي إلى قطع دورة النوم وبالتالي يؤدي إلى اضطراب النوم ويشعر لاحقا بالتوتر والقلق والعصبية وسواء مع زملائه في الدراسة أو العمل أو الأهل والأقارب أو في المجتمع، ولأن هذه التقنية تستخدم في الأعمال ومنها الأسهم وغيرها فنجد الموظف متابع بتوتر لأي رسائل جديدة ونحن ندرك أن التوتر المستمر سبب لكثير من أمراض الضغط والقلب وكذلك الإجهاد الذهني والنفسي.
وبين أنه ليس هناك علاقة بين اضطراب التوحد والبلاك بيري، وأضاف الدكتور الملحم أن الحل ليس صعباً وهو: حدد الأهداف التي تستخدم من أجلها البلاك بيري وأوقاتا معينة خلال اليوم للاستخدام، أطفئ الجهاز خلال وقت النوم نهائيا.
عزلة اجتماعية
من جهته تحدث لـ(الجزيرة) الأستاذ التربوي راشد المري قائلا إن البلاك بيري جهاز سلاح ذو حدين في الأصل وضع لخدمة قطاع الأعمال في التواصل بين الموظفين وسخر لخدمة التواصل الاجتماعي بين الأهل والأصدقاء والأقارب ولكن يعيب هذه الخدمة انشغال شريحة كبيرة من المجتمع بالانعزال بنفسه عن الموجودين حوله فترى في المجالس بعد أن كان الحديث بشكل جماعي أصبح الآن الذين يتحدثون هم من لا يملكون جهاز بلاك بيري, بينما من يملكون هذا الجهاز منشغلين بالدردشة مع مجموعات أخرى في أماكن مختلفة, وحث الأستاذ المري مستخدميه تسخيره لخدمة الإسلام والجوانب الاجتماعية الإيجابية وفيما يعود على النفس بالنفع والفائدة.
سلبيات وإيجابيات
وقال محمد بن سعود الفرحان: هو جهاز جيد إذا ما أحسن استخدامه فهو عنصر مساعد في سرعة التواصل وتخفيف المكالمات ومتابعة البريد الإلكتروني 24 ساعة وتحميل الماسنجر والياهو وجميع البرامج وهذا يجعلك تستغني عن الكمبيوتر بشكل عام ويعد همزة وصل بشكل مستمر مع الآخرين كما يمكنك من فتح الإنترنت في أي مكان في حالة احتياجك له كما يجعلك متواصل بأقل كلفة عند السفر وفي الجانب هناك استخدام سلبي من البعض لهذه التقنية الحديثة والمتمثلة في إهدار الوقت وضياعه فيما لا فائدة منه وتراجع مستوى التحصيل العلمي، نظراً لانشغال الذهن بالهاتف الجوال، عن الوظائف اليومية الدراسية، من استذكار للدروس كما يسهم في قتل الحياء في نفس الشاب والمراهق إذا علمنا أن طلبات الموضوعات الجنسية في محركات البحث على شبكة الإنترنت والقدرة الاستيعابية والتخزينية التي تزداد، إيذاء الآخرين، والاتصال في أوقات غير مناسبة، أو إرسال الصور والمقاطع السيئة وتبادلها، فقد يدفعهم ذلك إلى بعض الممارسات الخاطئة، حين تراودهم أفكارا تسبق سنهم وتؤثر على أخلاقهم والتعرف على أصحاب السوء، من خلال الاستضافة والتي تسيء له بالدرجة الأولى فضلا عن ضياع الوقت.