Saturday  02/07/2011/2011 Issue 14156

السبت 01 شعبان 1432  العدد  14156

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

لاتقتلوهم... وهم صغار..
بندر بن محمد مقرن المقرن

رجوع

 

قال الرسول صلى الله عليه وسلم (من لم يرحم صغيرنا، ويعرف حق كبيرنا، فليس منا..)

رواه أبو داوود..

انتشر في أوساط مجتمعنا السعودي المحافظ ظاهرة وإن كانت ولله الحمد تعتبر (نادرة) ولكنها تظل ظاهرة تحمل الكثير من علامات الاستفهام ويخشى الواحد منا أن تصبح كالسرطان الذي ينتشر في جسم المجتمع ولا يدري إلا بعد فوات الأوان وهي ظاهرة العنف الأسري الذي ينعكس وبشكل مباشر على أفراد الأسرة الواحدة الذين يعيشون تحت سقف واحد وخاصة على الأطفال البريئين الذين لايزالون تحت رحمة الله سبحانه وتعالى ثم تحت رحمة والديهم أو أحدهما أو من أصبح وليهم في هذه الحياة بعد فقدانهم والديهم..

صغارنا أحبتي هم رجال المستقبل..

هم رجالنا نحن الذين نعتمد عليهم بعد الله سبحانه في شبابنا وكهولتنا في صحتنا ومرضنا وعندما يطبع الزمن عوامله في أجسادنا المتهالكة.

عندما نبحث عن المعين فلا نجده لأن المعين كان بحاجة إلى من يعينه في أيام مضت أكثر من أي وقت ولم يجد اليد الحانية التى تمسـح دمعتـه اليتيـمه ولم يجـد كذلك الحـضن الدافئ الـذي يضـمه بعد أن أعطتـه الأيـام ظـهرهـا وأذاقتـه أصناف الحـرمان وقلبت حياته إلى جحـيم لاينتـهي..؟؟

هناك من يتنفس معنا هواء هذه الدنيا ويتجهون للصلاة نحو قبلة واحدة لعبادة رب واحد ولكنهم وللأسف الشديد لا يطبقون ماوجهنا به القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة في ضرورة تربية الأطفال التربية الصحيحة والسليمة.. فنجد من يقوم بضرب وشتم أبنائه أمام الجميع وحتى في داخل البيت يسمعهم الكلام البذيء الذي يظل صداه مدى العمر يئن في أذانهم، ويحرمهم كذلك من أدنى حقوقهم الطفولية التى كان يجب أن يكون عنوانها الدلع والشقاوة الناعمة قياساً على المرحلة العمرية الجميلة التى يعيشونها فيجعل قلوبهم الصغيرة التي من المفترض أن تكون ممتلئة بالحب والطهارة نجدها مليئة بالحقد والضـغينة عليه وعلى من حولهم لأنـهم لم يتـذوقوا ولم يشعروا بمـا يشاهدونـه من الدلال والحنـية التي يرونهـا ويتمـتع بها الأطـفال الآخـرون من أقـاربهـم وزملائهـم في الصـفوف المدرسية.. الطفل بحاجة إلى من يقوي شخصيته ويزرع الثقة في داخله.. بحاجة إلى أن نبادر منذ صغره بإعطائه الحق والمساحة الواسعة بلا حدود للتحدث عن مشاكله الصغيرة التي تتناسب مع عقليته الصغيرة، بحاجة إلى أن نعطيه مايريد ونأخذ منه ما لايشتهي في حدود المعقول والمسموح به.. بحاجة إلى أن نحترم دموعه التي ستكون بئرنا الذي سنرتوي منه عندما نشيخ، ونستمع إلى كل كلمة يلفضها لأن اللسان الذي سينطق بتلك الكلمات الشاكية في الصغر هو الذي سنحتاجه للدعاء لنا بعد أن نغيب عن هذه الدنيا..؟؟

هناك أعزائي من لديه أطفال من (ذوي الاحتياجات الخاصة) ونجده يعاملهم أحسن معاملة وفي كامل الحنية والشفقة ويتمنى أن يرى طفله أو طفلته من حوله يلعبون ويملئون البيت بالصراخ والضحكات الطفولية البريئة ولكن قدرة الله فوق كل شيء، تخيلوا

إخوتي لو كان لكل واحد منا طفل (معاق) لا يتكلم ولا يتحرك ألن يحترق ويشيب رأسه من (الألم) لمشاهدته فلذة كبده بهذ المنظر..

هل ستكون المعاملة هي نفسها المعاملة القاسية الحالية..؟؟

سـؤال أضـعه أمام كل أب وكل أم ومنهم أنتـظر الإجابة..

- الرياض

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة