|
أتاوا - تهاني الغزالي
أتاح برنامج الابتعاث الخارجي الذي يدعمه خادم الحرمين الشريفين الفرصة للمبتعث السعودي في أن يكون سفيراً لبلاده حين يشارك بمحض إرادته في الأعمال التطوعية التي تخدم المجتمع في دول الابتعاث، وهذا ما ظهر جلياً من خلال مشاركات عدد من المبتعثين السعوديين في كندا في برامج العمل التطوعي في محيطهم الجامعي، أو المجتمعي، بصورة كان لها صداها الطيب الذي ظهر في استضافتهم في بعض برامج التلفزيون الكندي، أو نشر مقالات عنهم في الصحف المحلية وعلى مواقع الإنترنت.
(الجزيرة) التقت عدداً من المبتعثين الذين نجحوا في أن يمدوا جسوراً للتواصل مع المجتمع الكندي بصورة عكست المعدن الأصيل والصورة الحضارية والإنسانية بين المبتعث السعودي والمواطن الكندي، عملاً بقول الله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى}.
فابتسامة أمل القلاف طالبة الماجستير تخصص تمريض في جامعة دالهاسي كانت بوابة لمرضى السرطان للإفصاح عما يجيش بأنفسهم من آلام وآمال بعد أن مكثت معهم لأكثر من عام في مستشفي فيكتوريا الجبلي بصورة جعلتهم يناشدوها في أن تستمر معهم في قسم الدعم المعنوي لمرضى السرطان بعد أن ظهر تأثير معاملتها معهم في رغبة المرضى الملحة في أن تزيد من وقت الزيارة أيضاً فتقول أمل: تجربتي التطوعية تجربة منحتني الكثير على أكثر من مستوي فعلى المستوي المعرفي حسنت من لغتي كثيراً، إلى جانب الحصول على الكثير من المعلومات عن مرضى السرطان.
ولهذا أتمنى أن تكون تجربتي هذه حافزاً لكل المبتعثين للخوض في هذه التجربة الرائعة التي لابد وأن تعود عليهم بالنفع العظيم في حياتهم الدراسية و العملية، فكلمات الإطراء التي كنت أسمعها من المرضى والقائمين على برنامج العمل التطوعي كانت بمثابة أوسمة تزيد من ثقتي بنفسي، وتدفعني لأن أكون مرسالاً وداعماً لكل عمل تطوعي عند العودة للمملكة إن شاء الله بعد تخرجي، ولا أنسى هنا من توجيه خالص الشكر لخادم الحرمين الشريفين الذي كان خير موجه وداعم لكل عمل إنساني من شأنه أن يمد جسور التواصل بين الشعوب والحضارات.
على حين كانت مشاركة زياد التويم وعدد من زملائه في تنظيف شوارع مدينة برنس جورج محل اهتمام التلفزيون المحلي للمدينة الذي التقى زياد الذي عبر عن سعادته بتلك المشاركة فقال: تجربتي في العمل التطوعي في كندا علمتني أن العمل التطوعي خير وسيلة لتعميق التكامل بين الناس ويشجع على التعاون وتنمية روح الجماعة، وهذا ما لمسته أنا وزميلاي ناصر البيشي، وأحمد التويجري عندما اشتركنا في أكثر من مناسبة اجتماعية في جامعتنا بهدف خدمة المجتمع المحلي لمدينة برنس جورج بدون مقابل مادي، ولكن بالرغم من ذلك شعرت أني كسبت الكثير فيكفيني أن تدربت على معنى العطاء، وعدم الأنانية ولهذا أتمنى أن أستمر في مثل تلك الأعمال لكي يرى الشعب الكندي الصورة الحقيقية لنا كشباب سعودي، وفرت له بلده كل المقومات التي تجعل منه مواطناً نافعاً لوطنه ولغيره.
أما سعاد مناف المالح التي لم يمض على إقامتها في كندا أكثر من ثلاثة أشهر فتتمنى أن تنقل للمملكة فكرة «أعطي بلدك 20 دقيقة» التي تمثل تجربتها التطوعية في المجتمع الكندي بعد أن لمست الأثر الإيجابي لهذه التجربة في تنظيف المجتمع المحيط بنا سواء في الجامعة أو في المتنزهات العامة فتقول: «مبادئ ديننا الحنيف علمتنا الكثير من القيم الرفيعة ولهذا تمنيت أن أنقلها للمجتمع الكندي ليتعرف على أخلاقيتنا عن قرب، فوجدت أن برنامج العمل التطوعي كان أفضل فرصة لتمثيل بلدي الغالي فيها، ولهذا عندما وجدت أن هناك برنامجاً تطوعياً يخدم البيئة المحلية لمدة 20 دقيقة، وجدت نفسي أتحمس للفكرة التى تعمل على إزالة أي أذى من الطريق، كأعقاب السجائر وغيرها من المخلفات، ومن هنا لمس المشاركون أن الفتاة السعودية المسلمة فتاة تعي تماماً قيمة العمل التطوعي، وأنها منتجة وفعّالة أيضاً وليست مستهلكة فقط.
أما ماجد سلامة الحمادي فتجرته التطوعية أثرت حياته الدراسية فمشاركته في تركيب أجهزة المسح البحري في سفينة الأبحاث التابعة لقسم المساحة البحرية لجامعة نيوبرنزويك سهلت عليه فهم كثير من الحقائق العملية المتصلة بتخصصه فيقول: إن تجربة العمل التطوعي في بيئة مختلفة عن بيئة الوطن الأم تثقل خبرات الشخص على أكثر من جانب أولاً تمنحه الفرصة في أن يتجاوز الإحساس بالوحدة في الغربة
والشعور بالكآبة، وكذلك تحول الطاقات الخاملة بداخلنا إلى طاقة منتجة وهذا ما لمسته عندما قمت بالتدريس أيضاً في مجال تخصصي بدون أيّ أجر.
على حين يحلم سالم الغندورة بأن تقوم الجامعات السعودية بأن تسجل عدد الأعمال التطوعية التي يقوم بها الطالب في موقع الجامعة وكذلك تسجيل المهارات التي اكتسبها من عمله التطوعي ومنحه شهادة بذلك أسوة بالجامعات الكندية فيقول: أتمنى من كل إخواني المبتعثين أن يشتركوا في العمل التطوعي لأن التقديم للعمل التطوعي لخير بداية للتدريب على المقابلة الشخصية حيث إن متطلبات الالتحاق بالعمل التطوعي تقديم سيرة ذاتية عن نفسك، وعمل مقابلة شخصية مع الجهة التي ترغب التطوع فيها، وهذا بالتأكيد لخير تدريب لحياتك العملية، ثانياً وجدت أن خدمتي التطوعية في الحرم الجامعي في جامعة كالجاري زادني ثقة بنفسي، فحينما أسير في حرم الجامعة كثيراً ما أقابل أناساً لا أذكر معظمهم ولكن يشكرونني ويثنون على العمل التطوعي الذي شاركت فيه، وهذا كان من شأنه أنه يحفزني ويدفعني أكثر للقيام بالمزيد من الأعمال التطوعية.
كما أضاف سالم بالفعل هناك عدة أفكار اكتسبتها من المجتمع الكندي في العمل التطوعي.. من هذه الأفكار التي أحلم أنا أراها في السعودية فكرة أن الجامعات توفر على موقعها في الإنترنت وخاصة فيما يتصل بخدمة الطالب فرصة تسجيل عدد الأعمال التطوعية التي قام الطالب بإنجازها والمشاركة فيها وعدد الساعات والمهارات التي اكتسبتها من هذه الأعمال، مع توفير إمكانية طباعة شهادة الأعمال التطوعية في أي وقت.
أما سعيد الشهراني طالب الماجستير في التجارة الإليكترونية « الأيزو9001:2008 « في جامعة أتاوا فالعمل التطوعي وضعه على الطريق الصحيح وجعله يكتشف مواهبه في مجال تحديد معايير الجودة في بيئة العمل المختلفة فقال: في بداية عملي التطوعي كنت أشارك في الأعمال التطوعية المشاركة في تنظيم الندوات والمؤتمرات واختبارات الرخص التي تمنحها الجمعية الأمريكية للجودة، ومع تكرار التواصل مع تلك الجمعية اكتشفت أني أتمتع بمهارات قيادية تم اكتشافها من قبل القائمين على جميعة الجودة ولهذا تم اختياري ضمن أعضاء مجلس الإدارة في العاصمة الكندية أتاوا، وهذا لم يحدث من قبل أن يشارك في مجلس الإدارة طالب ومبتعث أيضاً، ولهذا تمت دعوتي لحضور المؤتمر الدولي للجودة والتطوير لعامين متتالين وكذلك تقديم ورقة عمل عن برنامج الجودة الأيزو 9001».