أبها –عبدالله الهاجري :

تهيأت الظروف أمام منطقة عسير لتكسب الرهان على جدارتها في استقطاب السياح من داخل وخارج المملكة، لتكون الوجهة السياحية الأولى، وباتت منطقة عسير في كامل أناقتها وهي تستعد من مساء اليوم لإطلاق برنامجها السياحي الأقصر زمناً تحت شعار «مهرجان أبها.. يجمعنا «2011م، وذلك من المسجد حين يلقي الشيخ صالح المغامسي محاضرة في جامع الملك عبدالعزيز بأبها لتكون بداية فعاليات الصيف والتي تستمر لقرابة الأربعة أسابيع، سيتخلل هذه المدة العديد من الفعاليات والأنشطة التي وضعت خصيصاً لتتلاءم مع خصوصية الأسرة السعودية والخليجية.

وستكون أبها في مواجهة اختبار حقيقي، حين تستقبل حسب الأحصائيات أكثر من ميلوني مصطاف وسائح خلال شهر واحد سيدرون قرابة الخمسة مليارات ريال سعودي، وقد طمأن أمير عسير رئيس مجلس التنمية السياحية سمو الأمير فيصل بن خالد بأن منطقة عسير قادرة على مواجهة هذا الأختبار، ويضيف سموه، المنطقة مهيأة تماماً لاستقبال المصطافين، اجتهدنا منذ نهاية الصيف الماضي لهذا الموسم، ونحن نرحب بكل الزوار.

ويؤكد سموه متفائلاً بصيف مختلف، هي فرصة للسائح السعودي والخليجي ليتعرف أكثر عن منطقة عسير، الاضطرابات التي تشهدها بعض الدول حولت النظرة لمنطقة عسير، أبها ستستفيد بكل تأكيد من هذه الظروف،»رب ضارة نافعة « نتمنى فعلاً الاستقرار لهذه البلدان، ولكنها فرصة تهيأت للمنطقة وكذلك للمصطاف، مصلحة مشتركة بين الطرفين، وكلاهما كاسب، والأهم فالوطن هو الكاسب الأكبر.

في عسير الآن ومنذ أسابيع ماضية متواصلة لم تنقطع الأمطار، وعكست تلك الأمطار الكثير من اللوحات الجمالية على أرض المنطقة، من يتجه للسودة غرب أبها سيشهد تلك المدرجات الزراعية وهي مطمورة بمياه الأمطار ومكتسية باللون الأخضر، ومن يتجه جنوباً ناحية الحبلة أو الجره والقرعاء ومنتزه الأمير سلطان سيجد الكثير مما يتمناه.. برودة الجو ,أمطار دائمة، خضرة الأرض تتسع للجميع، وفي جهات منطقة عسير هناك محافظات هي الأخرى لا تقل روعة وجمالاً وبرودة عن منطقة أبها الحضرية.

في أبها الحضرية هناك ما يقارب من 5000 مركز سكني و48 فندقاً، جميعها استعدت لفترة الصيف، ولعل وقوف رئيس هيئة السياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان قبل أسبوع على بعض الوحدات السكنية في أبها وتفقده للأسعار فيها، زاد من اهتمام ملاك هذه المراكز بالتقييد بالأسعار التي وضعتها الهيئة،»الجزيرة» التي وقفت على بعض الأسعار اتضح ملاءمتها للجميع، فالغلاء التي لا يزال يرددها زوار ومصطافو المنطقة هي فقط مجرد خيال، لو قورنت ببعض الأسعار في بعض الدول، ففندق قصر أبها وهي مصنف بفئة الخمسة نجوم يبلغ سعر الغرفة فيها قرابة الـ 800 ريال سعودي للشخص الواحد مع إفطار وخدمات أخرى كالاستفادة من العربات المعلقة والنوادي الصحية التابعة للفندق والحديقة كذلك، فيما يبلغ سعر غرفة لشخص واحد الآن في فندق خمسة نجوم بدبي بعد التخفيض وكونه لا يعتبر موسماً 2000 ريال سعودي، كما أن الغرفة لشخصين في فندق قصر أبها شاملة الخدمات تبلغ سعرها 900 ريال، مع العلم بأن هيئة السياحية في السعودية وضعت حدا أعلى لأسعار الفنادق الخمسة نجوم بحيث يصبح سعر الغرفة للشخص الواحد 1800 ريال،كما أن سعر الغرفة في فندق أربعة نجوم تصل إلى 600 ريال، وفي الوحدات السكنية تتفاوت الأسعار بين 350 و120 ريال حسب تصنيفها ما بين الدرجة الثانية والحد الأدنى.

وفي فعاليات الصيف لمهرجان أبها هناك ما يقارب من 37 فعالية متنوعة ما بين الدينية والترفيهية والاقتصادية والفنية التي تتناسب مع كافة أفراد الأسرة الواحدة،ولعل أزمة أبها الحقيقية وموسم السياحة فيها هي قلة سعة المقاعد للخطوط السعودية، فبالرغم من توفير 302 رحلة أسبوعية إلى مطار أبها فأن المشكلة لا تزال قائمة، وهذا ما يقتل نمو المنطقة السياحي.

إلى ذلك توقعت مصادر متنوعة أن ينفق السيٌاح قاصدو منطقة عسير ومدينة أبها في صيف 2011 أكثر من 4,8 مليار ريال سعودي بزيادة ما يقارب 10% عن مدخول المنطقة الصيف الفارط.

وبحسب أرقام وإحصائيات حصلت عليها «الجزيرة « من مصادر متعددة فأن هناك نموا في الإنفاق على الرحلات السياحية القاصدة منطقة عسير ستصل في عام 2015 م إلى أكثر من سبعة مليارات ريال سعودي.

وفي عسير ومركزها أبها فإن الاستعدادات لصيف هذا العام رغم قصر مدته يتواصل بكل جدية لاستقطاب السياح والزوار حيث يتوقع أن تفد إلى منطقة عسير أكثر من 96 ألف رحلة سياحية من خارج المملكة فيما كانت آخر الإصدارات تؤكد على أن عدد الرحلات الوافدة للمنطقة من مختلف الدول بلغت حوالي 90.3 ألف رحلة وافدة، منها حوالي 15.7 ألف رحلة تستخدم الفنادق بالمنطقة، ويتوقع أن تصل الرحلات السياحية للمنطقة عام 2015 أكثر من 109 ألف رحلة، فيما كانت الرحلات السياحية من داخل المملكة عام 2009 م ما يقارب من 3781 رحلة , وستصل في صيف هذا العام إلى 4642 رحلة سياحية، فيما ستصل عام 2015 م عدد الرحلات السياحية لمنطقة عسير من داخل المملكة ما يقارب السبعة الآف رحلة سياحية.