الأدب الساخر مستقل بذاته وتصنيفاته الثابتة عند النقاد على مر الزمن وخصوصاً الهادف منه، ولطالما اشتهر شعراء شعبيون في هذا اللون (كحميدان الشويعر - رحمه الله -) وأدباء وكتاب كـ(السعدني - رحمه الله - أو الولد الشقي).. إلا أن الملفت للنظر أن يركب موجة «الفيس بوك» الأخيرة شعراء لهم وزنهم وبحماس (الواحد منهم جاي كله يا دافع البلاء!!) وكأن الأمر حقيقة ثابتة تدعو الشعر لأن يكون - صوت دفاع - من جهة، وأداة إدانة وتثبيت من جهة أخرى.
بينما الأمر كله لا يعدو كونه مناكفات صيفية للتبريد على النفوس بشيء من الفكاهة، ولا أدري ما الذي يجعل الغالبية العظمى من الناس سهلة الاستفزاز..؟! بل قابلة للاشتعال.. ربما لطابع الجديّة المكتسب من البيئة الاجتماعية ولأن الإنسان يؤثر ويتأثّر، فقد استمرأ البعض هذا اللون من التعامل في تعاطيه مع الآخر.
ورسالتي المختصرة للشعراء: (هدّوا اللعب والدعوى كلها سهالات) والرد بالشعر معناه اعترافكم الضمني بعيوب تدافعون عنها بالشعر (وكلٍ بعقله راضي إلا بماله لا).
بقلم: سعود بدر المقاطي