ما أسعدنا من أمة بمليكها ونبراسها وعزوتها وعزها.. هذا المليك الشهم الأشم عبدالله بن عبدالعزيز الذي لا يجود الزمان بمثله إلا في حقب متباعدة ونادرة.. هذا الملك الصالح عندما يكرم بحضوره أبناءه شباب ورياضيي وطنه إنما يدعم بكل تواضع شباب الأمة ورياضيها.. فليحفظك الله سيدي.. فقد ملأت وجدان شباب ورياضيي أمتك فخرا يكفيها أمد الدهور.
- أما الأهلي فهو حكاية أخرى.. فقد رفض الاستسلام الاتحادي طوال أشواط المباراة الأربعة.. ولكنه عاد من باب ضربات الترجيح ليثبت أن الحظ الذي عانده كثيرا.. كسرته إربا أقدام اللاعبين الأهلاويين هذه المرة.
- نعم عاد المجد شجياً منتشياً ومرتدياً سندساً أخضر فائق الجودة.. ليفرض لغة كرة القدم السامية على الساحات الخضراء.. ويمسك بالقيم الخيرة منذ تأسس ذلك المجد.. وعلى تلك القيم النبيلة سار المجد الأخضر ينثر شذاه.. وكلما تعرض للأذى والغبن زاد عبيره وفاح شذاه.. تماماً كالعطور والأطياب الثمينة.. فالأهلي جدول لا ينضب من الخير والمجد والقيم والبطولات.
- في ليلة تحاكي قصص ألف ليلة وليلة انكشف الاتحاد، فقد حضرت الحقيقة فتلاشى الاتحاد الهرم.. وحضر عنفوان الشباب.. فغابت النمور الورقية.. وحضر القانون النزيه والعادل.. فغابت ثقافة الانبراش.. حضر قانون لعبة كرة القدم فكادت تخلو الساحة من لاعبي الاتحاد.
- الأهلي عندما بدأ المباراة أراد أن يعيد جاره إلى حقيقته المرة.. وهي هنا واضحة وصارخة وقوية.. فالأهلي أعلى شأناً من الاتحاد عبر أكثر من سبعين عاماً.. مرت منها خمسون حولاً وهذا الراقي الأخضر مغيب للفريق الأصفر تغييباً كلياً.. ومصادر لكل أدوات وجوده.. كانت تمر أكثر من حقبة من الزمان والاتحاد يمنى بالهزيمة تلو الهزيمة من البطل الكبير الذي قد يشفق عليه كل عامين أو ثلاثة فيخرج له تعادلاً لكي يفرحوا به ويقيموا الأفراح والليالي الملاح.. وهم في واقع الأمر يعيشون معيشة ضنكا.
- الاتحاد لم أره منذ حقبتين من الزمن وهو بهذا المستوى المتهالك.. لاعبوه فعلا كبروا ولم يعد لديهم ما يقدمونه.. نور في السابق كان يضيء ملعب الاتحاد إبداعا وحيوية وتألقا.. بينما الآن يلعب على (الواقف) ويسقط أكثر مما يلعب.. حتى أشفق عليه الجميع.. أيضا معظم لاعبين الاتحاد لم يعد لديهم ما يقدموه.. هذه الحقيقة.. خدعهم فوزهم على الهلال المكتفي ببطولتين كبيرتين.. فظنوا في أنفسهم الظنون.. ولكن كشفهم الأهلي في ليلة لا تنسى.
- الاتحاديون أصابهم في الحقبة الأخيرة غرور وإسراف ونرجسية وعبث من أحد رؤساءهم السابقين.. لم يحسبوا عواقبها.. فعلى الرغم من أصوات الخيرين التي تصلهم بسببه.. فقد صدوا عنها وجعلوا في آذانهم (صمغاً) حتى أصبح وأوشك أن يصبح العميد صعيداً زلقاً.. فانكشف ذلك العبث والإسراف.
- هذا و لكل من عاتب الأهلاويين على تفريطهم في حسم المباراة منذ دقائقها الأولى بعد أن استسلم الخصم.. فهم مخطئون.. فالشفقة قاسية وقاتلة وأشد فتكاً من القسوة نفسها.. فعندما تمنح خصمك قدراً طيباً من الشفقة فأنت تتماشى مع نبلك الأبدي الذي كسبه الأهلاويون على مدار أكثر من سبعين حولاً.. ولا وجود لكلمة (القسوة) في القاموس الأخضر.
- وقبل أن أختم لا بد من أشير إلى الجهود الجبارة التي بذلها كل من رئيس النادي الأمير فهد بن خالد.. والإداري المحنك الأستاذ طارق كيال.. فقد غيرا نهج الأهلي من الأداء الوظيفي الرتيب.. إلى وهج مشتعل لا يبقي ولا يذر.. كوهجه في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الهجري الماضي.. وأيضا الدور الكبير لأعضاء الشرف.. يتقدمهم الأب الحاني صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز..أما الأبطال الحقيقيون فهم الجماهير الأهلاوية المخلصة.. و صفة الإخلاص لا توفيهم حقهم.. امضوا أيها الأبطال... فللمجد بقية.
نبضات!!
- نجم النهائي الأول.. هو الجمهور الأهلاوي الذي صبر كثيرا.. حتى اشتكى الصبر من صبره (إن الله مع الصابرين) ولكنه ظفر بكأس خادم الحرمين الشريفين واحترام الوسط الرياضي برمته!!
- أكاد أجزم يقينا أن حقبة تفوق الاتحاد على الأهلي قد انتهت.. وسيعود زمن التفوق الأهلاوي على الاتحاد (وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاس)!!
- انتهت المساحة.. نلقاكم بإذن الله.