باريانغ - (أ ف ب)
تروي أسر المشردين كيف فروا من بلدة جاو النائية على الحدود بين شمال السودان وجنوبه التي استهدفها قصف الجيش الشمالي ما أسفر عن تدمير سوقها وتشتت السكان المحليين الذين استبد بهم الرعب. فقد بدأت الضربات الجوية للجيش السوداني بعد أيام من اندلاع قتال عنيف في جنوب كردفان في الخامس من حزيران - يونيو بين القوات المسلحة السودانية، أي جيش الشمال، والميليشيات المتحالفة مع الجنوب الذي بات على مشارف استقلاله عن الخرطوم. وتقول تراب دنغ نادنغ وهي امرأة من جاو «قصفت طائرات الأنتونوف المنطقة وقتلت ولدي»، وتروي كيف أنها هرعت تركض مع من وجدته من أطفالها الأربعة المتبقين لتسير على الأقدام حتى بلدة باريانغ الرئيسية بالمنطقة، وهي المسافة التي قطعتها وأطفالها على مدار يوم كامل. وتقول المنظمة الدولية للهجرة إن ثلاثة آلاف و700 شخص فروا من جاو منذ الهجمات، وانتهى المطاف بالكثيرين منهم في باريانغ وبلدتي فارينغ والياب القريبتين. ويقول من شهدوا القصف عيانا إن سوق جاو دمر تماما في الغارة الثانية للقصف الجوي، حيث فر من تبقى من سكان البلدة مع استمرار الهجمات القاتلة. وكان الكثيرون من المقاتلين المتحالفين مع الجنوب في جنوب كردفان قد تجمعوا في بلدة جاو المشاطئة لبحيرة على الجانب الآخر من الحدود في ولاية الوحدة بجنوب السودان التي أصبحت جبهة جديدة مرجحة للقتال بين الجيش الشعبي الجنوبي لتحرير السودان والقوات المسلحة الشمالية، وهما الجانبان اللذان خاضا قتالا مريرا خلال الحرب الأهلية السابقة. ويقول جون مياكول أمين بلدة باريانغ بلجنة جنوب السودان للإغاثة والمساعدة، وهي هيئة حكومية معنية بمساعدة المشردين: «يمككنا سماع صوت القصف بين الحين والآخر».