لهدف ما تكرس بعض المنابر الإعلامية أسماء لا علاقة لها بالإبداع ولا تمت إلى الجمال بصلة وتدعي ظلماً وعدواناً أن الجمهور هو الذي يرغب بتلك الممارسات وتظل على هذه الحال إلى أن يتحقق هدفها الذي رسمته أو تفشل في تحقيقه، إذاً فالمسألة لا تعدو كونها مصلحة خاصة بحتة والقارئ اللبيب الفطن يدرك ذلك بفطرته السليمة وذوقه الرفيع.
العجيب في الأمر أن من يتزعم صناعة نجم لا يدرك أن صناعة النجم لا تصنع مبدعاً يستطيع مواجهة الجمهور بإبداعه فقط حيث يتوارى النجم المصنوع بمجرد نهاية مهرجان تكريسه فالجمهور الواعي -وهو الأغلبية- يأخذ مثل هذا النجم البائس لمجرد الفرجة حيث يكتشف بمجرد تكرار إبرازه أنه يفتقد مقومات المبدع الحقيقي والأمثلة كثرة.
وقد تحول الشاعر بفضل وسائل الإعلام التي لا يهمها سوى مصالحها الخاصة إلى صرعة أو موضة لها عمر محدد ينتهي بنهاية الغرض من وجودها لتبدأ بتكريس شاعر آخر وأنا هنا لا أنكر ما للإعلام النزيه من دور رائد في إهداء الجمهور عدداً من الشعراء الذين انتشر عطر قصائدهم في فضاء الإبداع والجمال وبقيت روائحهم عالقة في الذهن وإن أجبرتهم ظروف الحياة على الغياب.
fm3456@hotmail.com