سيكون لقاءً تاريخيًا ومغايرًا تمامًا عن كل اللقاءات السابقة بين فريقي الاتحاد والأهلي عندما يلتقيان على كأس (خادم الحرمين الشريفين) للأبطال والذي سيجري على استاد الأمير (عبدالله الفيصل) بجدة.
ومن المؤكد أن التكافؤ بين الفريقين غير موجود بشكل عام وهذا يجعل المباراة قائمة على مبدأ اللاتكافؤ.. فخبراء الكرة والمتابعين يشيرون إلى أن الاتحاد هو الأفضل مما يعني أن النادي الأهلي يدخل في مغامرة صعبة، خصوصًا وأنه قد خسر أمام فريق الشباب ولم يستطع حسم مسألة الفوز في لقائي الذهاب والإياب، وجاء تأهله بقرار إداري وعقوبة طبقت على الشباب لأخطاء حدثت من إدارته، ثم إنه عانى أمام الوحدة في مكة وخرج بصعوبة متعادلاً وفي أوخر الدقائق وكان من الطبيعي أن يكسب مباراة الرد على ملعبه وأمام جمهوره، والمعروف أن الشباب والوحدة حاليًا هما فريقان أقل بكثير من قوة الاتحاد فما بالك والخصم الآن هو الاتحاد.
ومع هذا الفارق الفني الذي يجيء لصالح الاتحاد وتقريبًا في كافة الخطوط الأربعة الحراسة والدفاع والوسط وإن كان يتواجد لدى الأهلي تيسير الجاسم ولكن يقابله نور وكريري وباولو.. المكنة التي لا تهدأ أما خط الهجوم فهنالك شبه تعادل نسبي بوجود فيكتور والمحيسني وإن كان لا يؤدي بشكل جيد لعدم اكتمال شفائه من إصابة سابقة، ويتميز هجوم الاتحاد بتواجد الثنائي الخطير هزازي وزيايه لطولها الفارع وإجادة ضربات الرأس، وهذا في حد ذاته يعد إشكالية لخط أي دفاع.
ومع هذا لا يمكن القول إن الأهلي سوف يخسر وإن الفائز هو الاتحاد، لا يمكن الجزم بذلك البتة فكرة القدم عودتنا مبارياتها أن تحدث فيها مفاجآت كعوامل خارجية.. أو أخطاء دفاعية أو هفوة ما.. من حارس المرمى وهنالك لاعب أو اثنان في الأهلي أذكياء وهما قادران على استغلال ذلك، كما أن ثمة نقطة محورية وهي أن (دمتري) ومن باب الثقة قد يدفع فريقه للهجوم على مدار شوطي اللقاء من مبدأ أن الاتحاد الأقوى وهو البطل الذي قهر الهلال وأخرجه من آسيا والأبطال وحينها قد تنفتح خطوط الإتي الخلفية فيبني المدير الفني للأهلي خطة على ذلك فيحصن دفاعاته ويوعز للاعبيه باللعب على الهجمات المرتدة وهي كرة واحدة أو اثنتين وتحسم الأمور.
ثم لا ننسى أن هنالك بقية من روح بطل الكؤوس مازالت متبقية لدى أفراد الأهلي وقد يحفزها اللعب على نهائي الكأس. وللأهلي مواقف مشهودة في مثل هذة المباريات الحاسمة والتاريخ يسجل له ذلك.
على الورق ووفق المقاييس الفنية والمعطيات اللياقية والعوامل النفسية والمعنويات المرتفعة لدى الاتحاديين قد يردد الكثيرون أن النتيجة شبه محسومة للفريق الأصفر وسيكون هو الأقرب للتتويج، ولكن على مفهوم كرة القدم ومقاييسها وقانونها الذي يقول إنها تعطي من يجتهد ويقدم جهدًا مضاعفًا وإصرارًا داخل المستطيل والميدان مما يلغي الفوارق مهما كانت. ومن هنا قد يقلب الأهلاويون الطاولة على كل الترشيحات وعلى الاتحاد ويخطفون كأس البطولة الثمين ليتوجوا بالكأس الـ(11) بعد طول غياب، ويعوض الأهلي جماهيره الغفيرة عن صبر السنيين الطوال التي ابتعد فيها عن البطولات لعوامل عديدة ويعيد العصر الذهبي الجميل ويدخل الفرحة على قلوب محبيه لتخرج من الاستاد الرياضي وهي تغني للراقي الأخضر الأهلاوي في العروس جدة: «أوه.. أوه يأهلي يا موج البحر».. من يدري؟
- مكة