طالعت ما كتبه الأستاذ يوسف العتيق في عدد الجزيرة رقم 14129 عن الآثار العلمية لبعض علماء بريدة في العالم وأخذنا في رحلة مثيرة مع التاريخ ونقلنا في أسفار مشرقة ومغربة وأوقفنا أمام بعض آثار آبائنا العلمية في أنحاء متفرقة من العالم، ثم رصد جهود (دار النفائس والمخطوطات ببريدة) وعنايتها برموز بريدة ودورها في استضافة شخوصهم وتقديم قرارات عن أعمالهم، ورغبة في إثراء هذا البحث أشير إلى أن من التشخصيات التي كان لها أثار علمية وبصمات ثقافية في الشام ومصر الشيخ فوزان السابق الفوزان (1275هـ- 1372هـ) الذي انتقل من حلقة الشيخ محمد بن سليم في بريدة إلى المشهد الدبلوماسي في دمشق والقاهرة حيث اختاره الملك عبدالعزيز ممثلاً له، حتى أصبح عميد السلك السياسي والدبلوماسي في مصر، ولقد ألف كتابه (البيان والأشهار)، وسعى لدى الملك عبدالعزيز لطباعة أمهات الكتب الشرعية وتوزيعها مجاناً، كذلك الشيخ عيسى الرميح (1263هـ -1353هـ) من رجال العقيلات وقام بطباعة (مجموع ابن رميح) الذي يشمل عدداً من الرسائل الشرعية ووزع عام 1340هـ وقفاً لوجه الله تعالى في مصر والشام والعراق، كذلك الشيخ عبدالعزيز بن محمد المديهش (1270هـ - 1351هـ) تتلمذ على آل سليم ثم رحل إلى الهند عام 1301هـ لطلب العلم على علماء الحديث وأخذ عن الشيخ صديق حسن خان القنوجي والمحدث نذير حسين الدهلوي، ومكث هناك عشر سنوات وألف رسالته (البراهين المعتبرة في هدم قواعد المبتدعة).
عبدالملك بن عبدالوهاب البريدي - مدير دار النفائس والمخطوطات ببريدة