يتذكّر المتعلِّمون بعض المعلِّمين الذين تلقوا منهم تعليمهم؛ وذلك من خلال مراحل التعليم المختلفة، ولكن الأثر يختلف؛ فبعض المعلّمين يترك أثراً إيجابياً في حياة المتعلِّم يظهر في سلوكه وفي الحياة وقدوة حسنة يقتدي به المتعلّم في حياته، ولذا فإن المتعلّم يذكر هذا المعلّم عندما يدور الحديث عن التعليم أو عندما يتعلّق الأمر بسلوك معيّن، ولولا أن الأثر كان له وقع في نفس المتعلّم لما ذكره وتأثر به، فهذا المعلّم له ذكرى حسنة ووفّقه الله وأدى رسالته على الوجه المطلوب وأرضى ضميره ورضي عنه طلابه والبعض الآخر يترك أثراً سلبياً في حياة المتعلّم والغالب لا يكون له أثر في حياة وسلوك المتعلّم ولكن ذكرى غير جيدة وربما لا يذكر بخير. وإنني أهيب بإخواني المعلّمين وأخواتي المعلّمات أن يكونوا قدوةً حسنةً لأبنائهم الطلاب وأن يخافوا الله وأن يراقبوه وأن يعلموا بأن هؤلاء الطلبة أمانة في أعناقهم وأنهم مسؤولون عنهم يوم القيامة، وربما تتأثر حياتهم إيجاباً أو سلباً بسبب دعاء الطلبة، فاللوائح التعليمية أعطت المعلّم والمعلّمة كامل الثقة وهم أهل لذلك إن شاء الله ولكن التشجيع والمحاسبة من سنن الحياة ولا بد منها سواء من وزارة التربية أو من المجلس المدرسي ومحاسبة النفس في البداية تكون نتائجها سعيدة وفي النهاية كذلك عندما يترك المعلّم المدرسة ويتكئ على أريكة التقاعد إما بذكرى حسنة أو ذكرى سيئة، فاحرصوا على الذكرى الطيِّبة حتى تتم لكم السعادة في الدنيا والآخرة، وتذكّروا دائماً مراقبة الله لكم واخلصوا العمل تطيب أنفسكم وتطيب محبتكم.
- جامعة الأمير سلطان