المدينة المنورة - خاص بـ»الجزيرة»
أكَّد الدكتور محمود بن محمد المختار الشنقيطي عضو الدعوة والإرشاد بالمدينة المنورة على أهمية الحوار وفنونه المختلفة في إيصال الرسالة الدعوية إلى المتلقين سواء من المسلمين أو غير المسلمين.
وقال: إن أهمية وسيلة الحوار في الدعوة قديماً وحديثا، تأتي من طبيعة تركيبة بني آدم، وشغفهم بالجدل والحوار والنقاش، قال تعالى: {وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً} الكهف 54، ومن أثر الحوار الناجح على المتلقي واختزال مراحل كثيرة في الدعوة.
واستعرض فضيلته - في حديث لـ»الجزيرة» عن الدعوة إلى الله ومواصفات حوار الداعية - بعضاً مما جاء في الكتب المتخصصة «فن الحوار» وكتب الجدل، والمناظرة في السمات الشخصية للمحاور من حيث الموضوعية، والصدق، والوضوح، والدقة، والحماس، والقدرة على التذكر، والاتزان الانفعالي، والمظهر الجيد، والقدرة على التعبير الحركي.. إلخ.
وفي هذا الشأن سلّط الدكتور الشنقيطي الضوء على ثلاثة أنواع من أبرز وأهم السمات الشخصية أو الذاتية للمحاور الجيد، والداعية المبارك الموفق عبر وسائل وأوعية النقاش في برامج الصوت والصورة عبر الإنترنت، حتى تصل رسالته وتؤتي ثمارها، وقال: أولاً: السمات الصوتية: والتي تتمثل في الاهتمام بطريقة النطق في الصوت الذي يعطي للحروف تأثيرات قوية، مثل الضغط على الكلمات والمقاطع وإخراجها من مخارجها وبصفاتها ويمكن التدريب على ذلك بسماع صوتك، والتدريب على هذه المهارة، ووضوح الصوت للدلالة على المشاعر والميول والانطباعات، من حيث الوقفات، وتنوع مستويات الجهر والانخفاض، السرعة والبطء، والرقة والفخامة، وثانياً: السمات الإقناعية: مثل القدرة على العرض والتعبير والمرونة في عرض فكرته حسب مراعاته لطبيعة الموقف والموضوع والظرف الزماني والمكاني، وبمراعاة مستوى المدعوين والحاضرين في غرفة النقاش، والقدرة على الضبط الانفعالي، والقدرة على تقبل النقد، والتنزل مع الخصم، قال تعالى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }سبأ 24، وثالثاً: السمات الاستماعية: كالانتباه وحسن الإصغاء، والتفرغ لفهمه، وتجنب التشويش عليه، وتلافي تأثير الاتجاهات السلبية عن المستمع لدى المتحدث، والاستفادة من تقنيات التركيز الفنية التي كتب عنها كثيرون، وتقدم في كتب ودورات حتى صارت فرعاً من علوم النقاش والحوار.
وخلص فضيلته إلى القول: إن الداعية الموفق الملهم، يسعى دائماً لتطوير نفسه ووسائله، حسب مقتضى وطبيعة الزمان الذي يعيش فيه ما دامت في حدود المشروع، وما أحوج الدعاة إلى الله تعالى لمراجعة أساليبهم وتأصيلها وتطويرها وتفعيل قدراتهم، لاسيما أنهم يدعون إلى محتوى معظم محفوظ، محتوى الرسالة الخاتمة المحفوظة، {لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ} الأنفال 42، {لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} النساء 165 .