الحمد لله أنه وهب خلقه العقل وجعلــه البوصلة للحيـاة.. ومحـط الفكر والتـوازن، وميز الإنسان به عن سائر مخلوقاته، وإن من العبادة شكر الله على هذه النعمة كما الحفاظ عليها بكل السبل ليبقى العقل حيث جعله الله وحيث كرم صاحبه بما يليق بخليفة الأرض.
الكثير اليوم من الأساليب التي يتبعها المغرضون ويروجون لها غرضها هدم المجتمعات وتدمير أبنائها والفتك بمستقبلها، وهناك من المغريات الكثير مما يضطر الدول تسخير إمكانياتها لكشف هذه الوسائل وإحباطها.
المخدرات.. آفة العصور، السوسة التي تنخر في العقل فتذهب به.. تحطم الأسر وتدمر المجتمعات، بطرق مغرية واعدة بالنشوة يروج لها أصحابها.. فهل من المعقول أن نكون في عصر التقدم والنهضة والاختراع والصعود إلى القمر بما أتاح العقل من إبداع وبما توصل إليه من تقنية ورغم كل هذا تكون المخدرات خيارا حتى لو كانت سبيل الفاشلين في الحياة اليائسين من طموحاتهم؟
لا أعتقد أننا ونحن في صراع مع أنفسنا للنهوض بها أن نقع في هذا الشرك ونكون عبيد هذه الآفة، التي ترمي بكل من يدمن طريقها إلى الظلمات والهلاك والنسيان، فيتحول إلى ذكرى معطوبة مؤلمة لمن حوله كلما تذكروا مأساته وملامح وجهه وتأثيره فيهم!
على المستوى العالمي فإن العالم هذه الأيام يخصص يوما للتحذير من المخدرات بمؤسسات وجهات عدة تتصدى لها كل حسب موقعها وتوجهها، وبفضل الله هناك جهود كبيرة على النطاق المحلي يقوم بها جنود جندوا أرواحهم وأنفسهم للتصدي لهذه الآفة.. لهذا الهلاك الذي قد يبدأ بحبة مخدرة تبيع الحلم والنشوة ثم ينتهي إلى نهاية مؤسفة يصبح الرجوع منها مستحيلا.
لا للمخدرات.. لا لجسد مشوه ومريض ومخدر.. لا لمتعة قد نحسبها تقودنا للهاوية، تخالف تعاليم ديننا الذي كرم الإنسان.. عقله وجسده وحواسه..
ولا بد ان أشير هنا إلى دور مؤسسات عدة تشارك في محاربة هذه الآفة منها الإعلامية التي استكتبت كتابها في هذا إيمانا منها بدور الإعلام التوجيهي والتوعوي.
من آخر البحر
عندما أعتقد أني نهلت حبك حد الارتواء
سأعود لأوقن أني عطشت حد الموت شوقا
mysoonabubaker@yahoo.com