قد لا يفكر مواطن عربي في أن يرسل رسالة لرأس دولته لإيضاح أمر أو بيان أو حقيقة والسبب في أنه لا يفكر في ذلك أنه يرى الرد على رسالته من الأمور المستحيلة.
قد يكون هذا صحيحاً في كافة الدول العربية بل وغيرها لكنه ليس صحيحاً في بلادنا أعزها الله.
لقد جربت بنفسي كيف تستجيب قيادة المملكة العربية السعودية الحكيمة، فقد قمت بإرسال عدد من الرسائل لصاحب السمو النائب الثاني ووجدت الاستجابة الكاملة لتلك الرسالة التي كانت بطبيعة الحال تصب في آنية المصلحة العامة.
كذلك قمت بإرسال برقيات لخادم الحرمين الشريفين وجاء رده حفظه الله وتوجيهه الكريم بخصوصها.
والدولة بهذا تثبت أنها تستجيب للمواطن عندما يقدم شيئاً يحمل النية الحسنة لخدمة المواطن والوطن.
ومن الغريب أن وزيراً من الوزراء أو مسؤولاً كبيراً لا يتخذ الأسوة بالقيادة الحكيمة، فبعض الوزراء لا يمكن المواطن من مقابلته وإذا كتب المواطن شكوى لا تجد استجابة بل يلزم أن يقوم المواطن بالمتابعة والمراجعة بل والتوسل لدى هذا وذاك ليسمع رأيه.
إن استجابة خادم الحرمين والنائب الثاني للرسائل التي أرسلتها بل ومطالبة الجهة المعنية بالاهتمام بها دلالة على قرب القيادة من المواطن وحرصها على مصلحته والاستماع لرأيه.
وقد طالبنا والدنا خادم الحرمين بالقيام بواجب المواطنة عندما قال من رأى منكم شيئاً مخالفاً للنظام فعليه إبلاغي حتى وإن كان هذا الأمر يخص أي وزير.
بهذه السياسة المتفاعلة مع هم المواطن والحريصة عليه لا ينبغي إلا أن يقوم المواطن بواجبه لتكتمل المهمة.
والمواطن حجر في بناء هذا الوطن ومكون من مكونات بيتنا الكبير إذا كان المواطن صالحاً.
والذين تسببوا في الأذى وتعدوا على أمن الوطن كانوا معروفين لدى عدد من الناس ولو أن هؤلاء الناس قاموا بواجبهم بإبلاغ الجهات المختصة عن هؤلاء الجهلة لتم منع الأذى والتصدي له قبل وقوعه.
في بعض المدن نجد المواطن يقوم بدور لم يكلف به لكنه يفعل ذلك من باب الحسبة وطلب الأجر والثواب وهذا ما أمر الله به.
{فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ} إلى قوله تعالى {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} سورة هود (117).
والفساد في الأرض يشمل كل ما يضر من فعل أو قول وليس مقصورا على أمور الدين فقط.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:-(من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان).
والمنكر ليس في أمور الدين فقط كما قلت لكنه أي فعل أو قول لا يتفق مع النظام ورأي الجماعة والمصلحة العامة.
فإنه من المنكر أن أرى رجلا يحمل سلاحا مهما كان نوعه ومن المنكر حتى أن نرى رجلا يحمل سلّماً آخر الليل ومن المنكر أن نرى شخصاً يعبث بملكية خاصة أو عامة.
والمواطن عين لدولته وعليه واجب المشاركة في توفير أمن المجتمع ورفاهيته والدلالة على الخير وفعله.
فشكراً لولاة الأمر الذين أثبتوا استجابتهم لكل من اشتكى وكل من رأى رأياً فيه مصلحة الوطن وكلي أمل في أن يحذوا كافة مسؤولي الحكومة وخاصة الوزراء ومن يعمل معهم حذو قيادتنا الرشيدة فيعطوا المواطن حقه ويستجيبوا لمعاناته.
بريدة