|
لندن - طلال الحربي
أقام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة غداء عمل في مقر السفارة في لندن لعدد من أعضاء مجلس العموم واللوردات البريطاني. ورحب سموه في كلمة ألقاها خلال مأدبة الغداء التي أقيمت أمس الأول بالحضور قائلاً: «نستضيفكم اليوم في هذا المجلس وهو في قلب السفارة حيث يجتمع الجميع لأداء صلاة الجمعة، فهذا المجلس هو مركز ومحور حياتنا هنا». وأضاف: «الإسلام هو أيضًا محور أي عمل نقوم به وكذلك هو محور أي عمل تقوم به الحكومة والأفراد، الإسلام هو الاعتبار الأول والأخير لأي عمل نقوم به في مقر العمل أو في المنزل». وتابع سموه بالقول: إن المملكة هي أرض خاتم الرسل والأنبياء وآخر الديانات السماوية وبها المدينتان المقدستان مكة المكرمة والمدينة المنورة ويتوجه إليها المسلمون من مختلف أنحاء العالم كل يوم لأداء الصلوات، فالمملكة هي مهد الإسلام والإسلام يؤثر بعمق في كل ما نفعله.
وفي شأن آخر، أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف أن المملكة وعبر التاريخ تثمن علاقاتها القوية والايجابية والدائمة مع المملكة المتحدة، وقال وبدوري أثمن أيضًا الاستماع إلى أفكاركم ووجهات نظركم؛ لأن العلاقات بين البلدين تقوم على مبادئ الاحترام والتكافؤ والسعي وراء الأهداف الإستراتيجية المشتركة, وأظهر البلدان معًا التزام أصيل للازدهار والسلام المشترك وبالتالي للسلام والازدهار العالمي.
واستعرض سموه العلاقات الثنائية بين الجانبين في عدد من المجالات, مشيرًا إلى أن الشعبين السعودي والبريطاني لديهما روابط ثقافية وتفاعل سياسي ثري.
وقال في هذا الخصوص: «المملكة ترحب بوجود أكثر من 20 ألف مسلم بريطاني يزورون المملكة سنويًا لأداء فريضة الحج, كما يوجد حاليًا أكثر من 16 ألف طالب سعودي في الجامعات البريطانية يعملون بجد لزيادة حصيلتهم العلمية ولمعرفتهم وتفهمهم للجوانب الثقافية والاجتماعية للمجتمع البريطاني, وغالبية هؤلاء الطلبة هم من مبتعثي برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز - حفظه الله - للابتعاث الخارجي حيث وصل عدد المبتعثين من هذا البرنامج إلى أكثر من 100 ألف طالب وطالبة في مختلف جامعات العالم».
وأوضح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف أن الإصلاح والتعليم هما المستقبل الذي تعمل من أجله المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، مشيرًا إلى أن المجتمع في المملكة يتطور بشكل مستمر، مستشهدًا في هذا الشأن بالسياسات الأخيرة التي أسسها خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -.
وقال: «أحد أكبر وأهم الخطوات التي من شأنها أن تدعم وتعزز هذه السياسات هي الإصلاح في مجال التعليم، حيث تم إجراء تحسينات مكثفة لمدارسنا وللمناهج», كما تناول في كلمته الوضع الاقتصادي القوي للمملكة والدور الذي تقوم به المملكة على صعيد الاقتصاد العالمي والإقليمي.
من جانب آخر، عبر النواب واللوردات عن شكرهم وتقديرهم لكرم الضيافة والحفاوة التي وجدوها من صاحب السمو السفير.
وأكدوا في كلمات لهم أن المملكة العربية السعودية تقوم بدور مميز على صعيد استقرار المنطقة, مشيرين إلى أن العالم العربي والإسلامي يسترشد دائمًا بمواقف وآراء المملكة تجاه الأحداث, كما أشادوا بحرص المملكة على مد يد العون والمساعدة لأشقائها من الدول العربية، لافتين الانتباه في هذا الخصوص إلى القرض الذي قدمته المملكة لجمهورية مصر العربية والذي بلغ 4 مليارات دولار.
إثر ذلك دار حوار بين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف والسياسيين البريطانيين تناول عددًا من الجوانب من ضمنها العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات الحالية في المنطقة العربية وتعثر عملية السلام في الشرق الأوسط وموقف المملكة العربية السعودية من هذه التطورات والأحداث.
وأكد سموه في رد على أسئلة بهذا الخصوص أن المملكة حريصة على استقرار المنطقة وسيادة دولها وسلامة شعوبها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى, مشيرًا إلى أن المملكة تتوقع المعاملة بالمثل من الدول الأخرى.
حضر مأدبة الغداء اللورد روجان، والنواب مايك غابيس وجون مان ودان بايليس والدكتور كواسي كوارتينغ وريتشارد فوللر ورهمان كيستي وياسمين قريشي وديفيدتريدنينك ووجيم داود.
من جهة ثانية، يرعى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز آل سعود سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة المؤتمر السعودي الدولي الخامس للطلبة السعوديين في المملكة المتحدة وأيرلندا للعام 2011م والذي تنظمه أندية الطلبة السعوديين ببريطانيا بإشراف الملحقية الثقافية في المملكة المتحدة وأيرلندا وتنطلق فعالياته اليوم الخميس برعاية ودعم من جامعة أم القرى وذلك بجامعة ويرك ببريطانيا، ويقام حفل الافتتاح الرسمي برعاية سمو سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة يوم غدٍ الجمعة، وكان معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس قد أوضح في تصريح له أن رعاية جامعة أم القرى لهذا المؤتمر الطلابي يأتي من منطلق رسالة الجامعة في بعدها الثاني المتمثل في تشجيع البحث العلمي، مشيرًا إلى أن موافقة معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري على رعاية الجامعة لهذا المؤتمر تأكيد واضح على دعمه المتواصل للجامعة لتحقيق الرؤى الشاملة واستراتيجيات التعليم العالي في بلادنا المباركة وتنفيذ توجيهات وتطلعات حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - الرامية إلى تعزيز مجالات البحث العلمي والقيام بدور إيجابي في ميدان البحث العلمي عن طريق إجراء البحوث وتشجيعها وإنشاء مراكز للبحث وإيجاد الحلول السليمة الملائمة لمتطلبات الحياة المتطورة واتجاهاتها التقنية، ونوّه معالي مدير جامعة أم القرى بما يوليه ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة من عناية ورعاية واهتمام بالغ بالمسيرة التعليمية في بلادنا المباركة وتقديم الدعم غير المحدود لمجالاتها التربوية والتعليمة والبحثية والمجتمعية وغيرها من أجل النهوض بمستوى التعلم والتعليم في هذه الأرض الطاهرة التي تستمد دستورها ومنهجها من كتاب الله الكريم وسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -.
من ناحيته شكر رئيس الهيئة الإدارية للأندية السعودية الدكتور المهندس محمد الصوفي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز آل سعود سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة على رعايته للمؤتمر، مبينًا أن حضور سموه له أكبر الأثر في بث روح العمل والتفوق والنجاح للقائمين على المؤتمر، منوهًا أن سمو الأمير محمد حرص على الوقوف على الاستعدادات التي تمت لإقامة المؤتمر السعودي الدولي الخامس ونجاحه. كما شكر الصوفي معالي وزير التعليم العالي ومعالي مدير جامعة أم القرى على دعمهم ورعايتهم للمؤتمر، وبيّن أن الملحقية الثقافية في لندن وسعادة الملحق بذلوا كل جهد لإنجاح المؤتمر وتذليل الصعوبات التي واجهتهم، وبيّن أن استضافة جامعة وريك دليل على أهمية المؤتمر، وثمّن رئيس الهيئة الإدارية للأندية السعودية جهود جميع لجان المؤتمر والعاملين به.