لقد اعتاد المواطن السعودي هنا وبشكل خاص أن يعبر عن أفراحه بطريقة خاصة لاسيما إذا كانت تلك الأفراح تتعلق بمناسبة وطنية أو بأحد رموز الوطن الكبار كالملك أو ولي العهد أو نائبه أو أي أمير محبوب من أمراء البيت السعودي الكريم لاسيما إذا كانت المناسبة تتعلق بالشفاء أو العودة إلى أرض الوطن بالسلامة.
أما الطريقة التي يقوم بتنفيذها -المواطن- للتعبير عن الفرح فهي تكون غالباً من ماله وحلاله -أي كأن يقيم وليمة كبرى يدعو لها الناس أو يتبرع بمبلغ من المال للفقراء أو أن ينذر نذراً لوجه الله إن شفي ذلك الشخص (العزيز - الرمز) أن يذبح قطيعاً من الإبل أو الضأن، أو أن يقوم بمسيرة على الأقدام من بلدته أو هجرته أو مدينته إلى العاصمة الرياض. وهذه الطريقة التعبيرية عن المحبة يقوم بها المواطن من تلقاء نفسه لا مجبوراً أو مرغماً أو (مأموراً) كما هو سائد في بعض بلداننا العربية التي يجبر فيها النظام مواطنيه أن (يخرجوا) مرغمين للاحتفال أو للتظاهر بالابتهاج الكاذب والولاء الزائف لحضرة الزعيم (!!).
ما علينا من ذلك كله ولكن الذي علينا منه هو أن ثمة مواطنا سعوديا عُرف بالولاء والوفاء والكرم ألا وهو (فاضل ثروي الحربي) الزميل الإعلامي المعروف والمتميز بحواراته التلفزيونية الجريئة قد دعا أهل محافظته حفر الباطن في الأسبوع المنصرم إلى وليمة هائلة تعبيراً عن ابتهاجه بمناسبة الذكرى السادسة لبيعة خادم الحرمين الشريفين ملكنا المفدى حفظه الله. وبالإضافة إلى الوليمة الكبرى فقد دعا الأخ فاضل العديد من الأصدقاء الإعلاميين من المملكة والكويت لحضور أمسية شعرية أقامها صاحب السمو الأمير الشاعر خالد بن سعود الكبير في حفر الباطن ويقيناً لقد أبدع الأمير الشاعر بكل ما قدم من شعر وتواضع وحميمية للمواطنين الذين التفوا حوله بعد الأمسية والتي كان بها قد (نوّع وأبدع وأمتع) ودخل إلى قلوب الجمهور بلا أية رسميات أو بروتوكولات وانتزع منها المحبة ليضيفها إلى رصيده الشعري الثري جداً.