مُنذ ما يقارب أسبوعاً عكفت قناة AUC الكردية على تخصيص جلّ برامجها للترويج لفعاليات «الصيف في أربيل» بإقليم كردستان العراق. مستفيدة من زيارة عدد من نجوم السينما المصرية للمنطقة بقيادة الفنان سمير غانم لإقامة مسرحية «ترا لم لم»، فالقناة مستمرة في مرافقة النجوم في كل مكان ضمن جولاتهم الخارجية لتعريف المشاهد بجوانب التطور العمراني في بلد يجهله الكثيرون؛ فهي أشبه بالصندوق المغلق، عبر تسجيل شهادات هؤلاء النجوم وإعجابهم بما رأوه في المولات التجارية وأماكن السياحة وعرضه للمشاهد «كمواد إعلانية» دون أن يدفعوا دولاراً إضافياً.

فكما قال الفنان سمير غانم «انتم فسحونا بس... وإحنا حنضحكم»!

وأعتقد أن هذا ذكاء من المنظمين؛ فهم دفعوا أجرة الممثلين «مسبقاً» وبدأوا في بيع تذاكر العرض، إضافة إلى ذلك سخّروا هؤلاء النجوم للترويج لمدينتهم، وفعالياتهم في الصيف.

هذا مجرد مثال يجب أن نستفيد منه في الترويج السياحي، خصوصاً ونحن نستعد لعرض عدد من المسرحيات والفعاليات الصيفية في المدن الكبرى، ومعظم الفنانين سواء كانوا محليين أو خليجيين أو عرباً لا يغادرون غرف الفنادق الفارهة لدينا وهذا ملاحظ في السنوات الماضية!! وينتهي التعاقد معهم بمجرد تأمين الإقامة والمواصلات ومن ثم العرض مجاناً وبدون أن نستثمرهم للترويج لهذه الأماكن السياحية.

إن نجوم العروض كل لا يتجزأ من فلسفة «الترويج السياحي» في تلك المناطق والأمر يحتاج فقط إلى عقول مهنية ومحترفة!

فماذا لو تم تخصيص عروض مسرحية وفعاليات صيفية «أخرى» في بعض المحافظات المجاورة للمدن الكبرى وتم الاستفادة من «شاشات بعض القنوات» للترويج لهذه المناســبات وتعــريف المشــاهدين بجـــوانب التطور وأماكن السياحة عبر شهادات هؤلاء المشاهير لتكون الدعوة عبرهم للمصطافين والحصول على قطعة مناسبة من «كعكة الصيف» لهذا العام، علماً بأن معظم مناطقنا تملك قنوات خاصة بها ومهتمة بالبرامج الثقافية والسياحية فيها.

يتأكد هذا إذا ما علمنا أن 13.5% من شبابنا سيغادرون للسياحة الخارجية في إجازة نهاية كل أسبوع بحسب أحدث دراسة سعودية أجريت لصيف هذا العام.

في حين لن يقضي إجازتهم خارج البلاد هذا العام من سكان الرياض مثلاً سوى 34.2% كأكبر نسبة ستسافر خلال الصيف من مدننا، مما يعني أن لدينا نسبة كبيرة ستبقى وستقضي إجازتها هذا الصيف «داخلياً» بسبب الظروف المحيطة بكثير من الوجهات السياحية المتعارف عليها.

وبكل تأكيد المشاهد إذا تابع نجماً يتجول في الأحساء أو عفيف أو شقرا أو الرس أو تنومة أو فيفا ويثني على ما يشاهد سيتحمس ويتشجع لزيارة هذه المدينة أو المنطقة!

«النجوم واللاعبون والمشاهير» ورقة ترويجية رابحة ومفاتيح مهملة وغائبة عن ذهن «المنظمين السياحيين لدينا»، بينما «ترا لم لم» ونجومها نجحوا في الترويج للسياحة في مكان مجهولة أصلاً!

وعلى دروب الخير نلتقي.