Wednesday  22/06/2011/2011 Issue 14146

الاربعاء 20 رجب 1432  العدد  14146

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

الغيبة كما فسَّرها النبي صلى الله عليه وسلم هي: (ذكرك أخاك بما يكره), ومن يقرأ بعض المقالات في صحفنا المحلية يجد أصحابها يتناولون سيرة أشخاص معينين بشيء من السخرية والاستهزاء والتجريح والنيْل من كرامتهم، ويركزون على ذات الشخص في حديثهم، بل يجعلونه أحياناً عنوان مقالهم، وهذا ليس من أدب الحوار مع المخالف، فمن لديه رأي يخالف رأي الآخر فليناقش رأيه دون شخصه، وقد قال الشاعر:

لسانك لا تذكر به عورة امرئ

فكلك عورات وللناس ألسن

فهل لم يبق من الحديث لملء زاوية الكاتب إلا التجريح والسخرية، فإن لم يجد إلا ذلك فليعتذر عن زاويته والصمت حكمة والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل.

إن القارئ للصحف المحلية يتألم كثيراً حين يجد اهتمام الكاتب بالحديث عن الأشخاص ناسياً أو متناسياً مغبة هذا الأمر، ولم يتعظ بقول الله تعالى: {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا}، وفي هذا المعنى يقول الشاعر:

عليك نفسك فتش عن معايبها

وخل عن عثرات الناس للناس

ويزاد الأمر سوءاً حين يكون ذلك الشخص المقصود من طلبة العلم والعلماء ورثة الأنبياء.

فإني أهيب بإخواني الكُتَّاب أن يرتقوا في الكتابة عن سفاسف الأمور والهمز واللمز بالآخرين، فكل كاتب مسئول عن قلمه، وقلمه هو لسانه، وكم كلمة قالت لصاحبها دعني، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم. ولا سيما أن من هذه حاله من الكُتّاب قد أساء لنفسه قبل الإساءة لغيره، لأن الكاتب الناجح من يدلي بالحجة ويناقش الفكرة لا من ينتقص غيره. ولو رجعنا إلى كُتَّاب الأمس من الأدباء والمفكرين لا نجد منهم من يسلك هذا المسلك، فكرامة الإنسان فوق كل اعتبار.

alhumoodmail@yahoo.com
 

يقعون في الغيبة من حيث لا يشعرون
د. إبراهيم بن ناصر الحمود

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة