نتيجة لتوجيهات الملك عبدالله لتبني اقتصاد المعرفة منذ عام 1423هـ بعد أن تولى أمر بلادنا وتنفيذا للإستراتيجيات المتعلقة بالمدن الأربع: الجامعية، والطبية، والصناعية، والاقتصادية، تمت ولادة جديدة (لأمهات) الجامعات السعودية (السبع) حيث ظهرت جامعة الملك سعود بروح جديدة عام 1428هـ لاعتبارات عدة أشرت لها في المقالين السابقين ومنها تولى د. عبدالله العثمان إدارة الجامعة كونه أحد القياديين: د. العنقري، د. العساف، د. العطية، د. العبيد، د. العثمان. الذين بلوروا مفهوم الجامعات الجديدة في المملكة. فخرجت لنا جامعة الملك سعود بثقافة جامعية جديدة لتحقق أهداف التعليم العالي: التعليم الأكاديمي, والبحث العلمي، وخدمة المجتمع. ونتج عن ذلك أن تحولت جامعة الملك سعود إلى أربع مدن هي: المدينة الحالية للطلاب والإدارة, ومدينة الطالبات، ومدينة الأوقاف، ومدينة البحث العلمي وادي الرياض, ويضاف لها المدينة الجامعية الطبية مستشفى الملك خالد ومستشفى الملك عبدالعزيز ومستشفى الأسنان الجديد... جامعة الملك سعود وهي تعيش روح جديدة وولادة جديدة بعد أن أكملت أكثر من نصف قرن من العطاء (1377هـ) تعيش اليوم مخاضا أكاديميا ومعماريا وتحديات صعبة لنقلها من جامعة نمطية وتقليدية إلى جامعة تقود حركة التطوير ونقل المجتمع إلى عالم المعارف واقتصاد المعرفة التي بدأت إرهاصاتها الأولى مع الملك عبدالله عام 1423هـ والرؤية الشاملة التي تهدف إلى التوزيع العادل بين مناطق المملكة ونشر ثقافة اقتصاد المعرفة الذي بنى له مدن ستعطى ثمارها قريبا، ومن ذلك المدن الجامعية التي تم تطوير خططها من جامعات المناطق إلى جامعات المحافظات الصغيرة. والآن تعيش جامعة الملك سعود بناءً داخليا يحتاج منا انتظار النتائج، وبالمقابل من حق الجميع النقد وتعرية الواقع والمكاشفة وهو أمر لا أحد يزايد عليه وحقوق عامة، لكن لابد أن نفرق مابين أداء المسؤولين وبين (ذات) وكيان المؤسسات الجامعية, كيان وهيكل جامعة الملك سعود لا يمكن جره إلى حسابات أخرى, بل يجب أن نحافظ على بقاء الجامعة في المشهد البعيد عن التنافسات الشخصية. أما إذا دخلنا في التشكيك في الاعتماد الأكاديمي والتشكيك في الأداء الأكاديمي وشراء الأساتذة تحت مظلة الاستقطاب وتعمدنا التشكيك في أداء أعضاء هيئة التدريس ونتائج الطلاب والتشكيك أيضا في النشر العلمي وجدوى تصنيف الجامعات العالمية واعتبار مشروعات الجامعمثل صناعة غزال أكذوبة, والأوقاف دلالة على الفساد، والسعي إلى شراء البحوث من أجل المشاركة العالمية, والتقليل من أعمال الباحثين، وتكذيب برامج الكراسي البحثية، والتوأمة والاستقطاب، وأن مباني ومشروعات وادي الرياض للتقنية ومراكز بحوثه, ومنشات الأوقاف كذبة, والشراكة مع سابك والشركات الكبرى هي كذبة، فهذا نسف للجامعة بكل هياكلها وهذا الأسلوب يدفع إلى التشكك في جميع شهادات ووثائق الجامعة، وأن مخرجات الجامعية هي أوراق ووثائق لا وزن لها... عدم القبول في نجاحات الجامعات يجب أن لا يقود إلى تجريد الجامعات من مصداقيتها العلمية والتشكيك في أدائها الأكاديمي ووثائقها ومس حقوق ومصداقية أعضاء هيئة التدريس... جامعة الملك سعود كيان لا يرتبط بأسماء أشخاص وسمعة الجامعة يجب أن تكون بعيدة عن المنافسات وأن لا تجر الجامعات وكياناتها إلى الصراعات.