يمكن أن نطلق على مباراة الهلال والاتحاد في نصف نهائي كأس الأبطال الماضية أنها مباراة الموسم بالنسبة للهلال.. حيث قدم الفريق الهلالي مباراة كبيرة على كافة الأصعدة على المستوى الفني والنفسي والأداء العالي.. أكد من خلالها نجوم الهلال أبطال الدوري أنهم الفريق الأفضل هذا الموسم من بين الفرق السعودية يدعمهم في ذلك بطولتان حصدهما الزعيم هما بطولة الدوري وكأس ولي العهد.
ففي جدة تفوق الهلاليون على كل ظروف النقص والغيابات وكانوا قريبين جداً من الفوز المستحق لولا أن الظروف كانت أقوى من القدرة على مواجهتها.. فغياب أكثر من 17 لاعباً مهماً وبدون مدرب وأخطاء تحكيمية قاتلة، ومع ذلك كان الهلال هو الأفضل والأقدر والأقرب للفوز، لكن الظروف أبت إلا أن توقف هذا التفوق ليتعرض الفريق لنقص إضافي مؤثر تمثل في إصابة المحياني والحارس حسن العتيبي أثناء المباراة وخصوصاً إصابة المحياني التي قصمت ظهر الفريق الذي يعاني أصلاً من النقص والغياب.. ومع ذلك ظهر الهلال كما عهدناه الفريق الكبير والبطل وغيره يضيّع الوقت ويبحث عن الخروج خاسراً وسط تحكيم مهزوز تسبب في إيقاف التفوق الأزرق بتجاهل احتساب ضربتي جزاء صريحتين جداً كان يمكن أن يغيرا مجرى المباراة كما فعلت ضربة الجزاء المحتسبة ضد لي يونج في مباراة الذهاب وهي الضربة غير الصحيحة.
لكن الأهم هو ما أفرزته هذه المباراة من أدلة وشواهد أكدت الفارق بين الهلال والآخرين وكشفت لماذا الهلال هو بطل الدوري بما يضمه من عناصر عديدة قادرة على اللعب وتقديم الإضافة للفريق حتى في ظل غياب 17 لاعباً يعتبرون من أعمدة الفريق.
فالفارق بين الهلال والاتحاد (مثلاً) هو أن الاتحاد ليس لديه سوى 13 لاعباً فقط يمكن لهم اللعب ووضع الفريق في وضع فني جيد ولو تغيب اثنان أو ثلاثة منهم لتحول الاتحاد لفريق عادي جداً مثله مثل بقية فرق الدوري.. ولو فقد الاتحاد مثلاً نور وزياييه وباولو جورج لأصبح في وضع فني صعب.. في حين تغيب عن الهلال نجوم بحجم أسامة هوساوي وياسر القحطاني وويلهامسون، ومع ذلك لم يتأثر الفريق وقدم مباراة كبيرة ليؤكد أنه الفريق صاحب النفس الطويل والفريق الذي لا يتأثر مهما بلغ حجم الغياب.. أضف إلى ذلك أن الفريق لم يحصل على أي دعم فني حقيقي بعدم وجود مدرب كفؤ يقود المجموعة ويقدم لها الإضافة الفنية.. بل إن وجوده وكما كشفت المباراة الأخيرة يُعتبر عقبة أمام الفريق واللاعبين بدلاً من أن يكون الإضافة المنتظرة.
صحيح أن الهلال خرج من البطولة لكن العنوان الذي وضعته (الجزيرة) للمباراة جاء بالفعل مشخّصاً لواقع الهلال حين قالت (الهلال يودع الموسم ببطولتين فقط!) في تعبير حقيقي عن الوضع الهلالي الشغوف والمتعطش للبطولات، حيث لا تعد البطولتان إنجازاً بالمقاييس الجماهيرية الهلالية..!
إذاً المباراة أعادت الأمور لنصابها وأكدت للجميع أن الهلال يتفوق على الآخرين بمراحل وأنه فريق لا يتوقف على لاعب مهما كان حجمه ويكفي أن نشاهد المستوى الكبير الذي كان عليه الخالدي في المباراة.. وكيف قدم المحياني نفسه نجماً كبيراً في خط الهجوم الهلالي وفي تصوري أنه لو وجد في المقدمة الهلالية أجانب على مستوى جيد لكان الهلال في المقدمة بعيداً عن أقرب منافسيه بخطوات عديدة رغم أنه الآن كذلك وسيبقى في نفس الموقع طالما يمتلك هذه العناصر الشابة التي تزخر بها صفوف الفريق فهناك سبعة لاعبين في المنتخب الأولمبي وثلاثة في الشباب يمثلون دعماً إضافياً قوياً لكافة الخطوط فقط يحتاج الفريق إلى مهاجمين أجانب على مستوى عال وجهاز فني كفؤ لتكتمل المعادلة التي تقول إن الهلال أولاً وبعده وبمراحل يأتي باقي المنافسين!
لمسات
في غياب أسامة هوساوي كان الخالدي نجماً لكن العملاق ماجد المرشدي أكد أنه أفضل مدافع سعودي في الفترة الحالية.. حيث عاد ماجد بإمكاناته الفنية الكبيرة وأثبت أنه يحتاج للثقة ليقدم نفسه بإمكاناته الحقيقية التي وضعته أفضل مدافع في خليجي قبل الماضي.. ولذلك لا خوف على الدفاع الهلالي بوجود لاعبين آخرين هم النجم القادم في صفوف المنتخب الأولمبي رضوان الموسى وزميله عبد الله الدوسري ومعهم العائد من الإصابة حسن خيرات وهذا عدد كبير جداً لمدافعين مؤهلين للعب في أي لحظة.
***
أمام الهلال تحول الاتحاد لفريق عادي جداً خدمته أخطاء التحكيم في مباراتين ليتأهل على حساب طيب الذكر كالديرون وليس على حساب الهلال!
- معلق مباراة الهلال والاتحاد على لاين سبورت كان مشجعاً اتحادياً هضم حقوق الهلال وتعامل معه كفريق خارجي (!!) حيث صُدم من وضع الهلال في المباراة وسيطرته على أجوائها ولم يستوعب تفوق الهلال بطل الدوري وكأنه مشجع اتحادي ينتظر الفرج مع كل هجمة!!
***
التغيير النفسي الذي حدث للفريق الهلالي والإعداد الجيد للمباراة الذي قام به رئيس الهلال أكد أن إبعاد كالديرون كان قراراً صائباً حقق الهدف والغرض منه سريعاً!
الإحصائية الاتحادية التي تم تسويقها قبل مباراة الهلال والتي تتحدث عن عدد مرات فوز الاتحاد على الهلال في آخر 13 مباراة كانت مضحكة حيث توقفت عند 13 مباراة معظمها مباريات عادية غير مؤثرة أو حاسمة، والسؤال هو لماذا آخر 13 مباراة، لماذا لا تكون ستاً أو عشراً أو 12 أو عشرين لماذا فقط 13 مباراة!!
***
الرئيس السابق والمبعد من قبل المؤثرين والمخلصين في ناديه حاول الظهور في الواجهة بوجود الزعيم ليكسب كعادته مزيداً من الضوء الساطع في حضرة الهلال ليؤكد للجميع أنه يلهث خلف الزعيم وأن كل إنجازاته هي تصريحات ضد الهلال يكسب بها البسطاء من جماهير ناديه!