مهرجان الجنادرية شأن اجتماعي ثقافي ترفيهي وطني يتكرر كل عام بشكل متطور عن العام الذي قبله من حيث الإعداد والتنظيم والفعاليات والمشاركات الخارجية حتى أصبح المهرجان تظاهرة سنوية تعكس ماضي وحاضر المملكة السعودية ومراحل تطورها بطريقة تمكن الشباب السعودي من الجنسين أن يعي تاريخ بلاده، وما كانت عليه وما آلت إليه بفضل من الله أولاً وأخيراً ثم بفضل قيادة رشيدة حققت معظم الطموحات ولا تزال تعمل لمزيد من الإنجاز.
كل الفعاليات مبهرة لزوار المهرجان ومصدر سعادة وترفيه لكافة فئات المجتمع رجال ونساء شيوخ وأطفال ولا شك أن الكمال لله وحده ولا يخلو كل عمل كبير مثل مهرجان الجنادرية من بعض الملاحظات التي عند أخذها بالاعتبار ستزيد من جمال ومظهر هذا الحدث الوطني الكبير.
ومن هذه الملاحظات التي أتمنى أخذها في الاعتبار:
أولاً: إخراج (أوبريت) مهرجان هذا (26) لم يكن في المستوى الذي نطلع إليه خصوصاً بداية الرقصات المصاحبة للموسيقى التي لم تكن تمت لتراث هذا الوطن بصلة لا من قريب أو بعيد، وكانت مرتجلة ومملة إلى حد كبير، فحبذا لو أعيد النظر في مسألة إخراج (الأوبريت) والحرص على أن تكون الرقصات المرافقة للموسيقى (من التراث الحقيقي لمختلف مناطق المملكة) أو استبدالها لعرض مصور لمراحل تطور ونهضة المملكة منذ تأسيسها إلى يوم إقامة المهرجان، والحرص على أن يكون العرض متجدداً كل عام بحيث يغطي جميع ما استحدث من إنجاز في كافة المجالات.. الطرق.. المطارات. السكة الحديد.. المشاريع الزراعية والصناعية.. الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة والمدن الاقتصادية الحديثة والجامعات والمناطق السياحية والأثرية التي تزخر بها بلادنا ولله الحمد وذلك لاطلاع العالم ومن لا يعرف المملكة على نهضتها وتطورها.
ثانياً: هناك أمنية ثانية بسيطة وسهلة التحقيق وبالغة التأثير في راحة زوار المهرجان ألا وهي عملية سفلتة وتخطيط وترقيم وإضاءة مواقف السيارات خارج ساحة المهرجان لتنظيم عملية الوقوف وتيسير وصول كل زائر لسيارته عند مغادرته مستدلاً على سيارته برقم موقفه وحبذا لو أضيف لذلك وسائل نقل من المواقف إلى بوابة المهرجان كما هو الحال في معظم الدول المجاورة أمام ساحتها الشعبية.
ثالثاً: تنظيم الفوضى داخل ساحة المهرجان بتواجد مراقبين أمنيين لمنع المشاجرات بحزم وشدة وضبط المخالفين وإخراجهم فوراً من الساحة ومنعهم من الدخول مرة أخرى وإيجاد حلول سريعة لصعوبة التنقل وانعدام النظافة وقلة دورات المياه وأماكن الاستراحة والجلوس داخل ساحة المهرجان ومراعاة حال كبار السن والعجزة والمعاقين وتوفير وسائل التنقل داخل ساحة المهرجان.
هذه اللمسات البسيطة تضفي على المهرجان مظهراً حضارياً مناسباً يتماشى مع ضخامة المهرجان ونفقات الإعداد له.
وبهذه الوسائل البسيطة ترد إدارة المهرجان على المنتقدين وهم كثر الذين يرون أنها في هذا الجانب تولي كل اهتمامها بزوار المهرجان من الضيوف المدعوين من خارج المملكة دون أي اهتمام بمشاعر المواطن وما يعانيه في البحث عن موقف لسيارته ونقل أسرته من الموقف إلى مدخل المهرجان ومنهم الكبير والصغير والعاجز إلى جانب هم البحث عن سيارته عند انتهاء زيارته للمهرجان. والله ولي التوفيق.