من جديد يتفوَّق رجال مكافحة المخدرات في المملكة على الأشرار الذين لا يريدون الخير لبلادنا، فقد وُفِّق هؤلاء الرجال الذين يرابطون على ثغور المملكة وفي داخلها في المدن والقرى لتَتَبُّع وملاحقة هؤلاء الأشرار، وُفِّقوا في الربع الثاني من العام الهجري الحالي في القبض على 503 أشخاص متورطين في تهريب وترويج مخدرات بقيمة 1.650 مليار ريال، منهم سعوديون ومن رعايا 24 جنسية مختلفة.
هذا الإنجاز الأمني والوقائي والأخلاقي لرجال مكافحة المخدرات يُضاف إلى ما تحقق من إنجاز سابق في الربع الأول من هذا العام، حينما أُعلن عن القبض على 478 شخصاً من المهربين والمروجين لهذه السموم.
إن هذا العمل الوقائي الذي يقوم به رجال مكافحة المخدرات والذين يتصدون لعمل يستهدف تدمير شباب وأبناء المملكة، لأسباب لم تعد خافية على أحد. إذ إن استهداف المملكة بهذه الكميات الكبيرة من المخدرات والتي تتجاوز قيمها مليارات الريالات ليس الهدف منه الاتجار في هذه المواد المسمومة والمدمرة للأبدان فحسب، بل الهدف منه استهداف أمن البلد والسيطرة على شبابه وأهله حتى يمكن الهيمنة عليه واستلاب ثرواته.
فالهيمنة على الدول لم تعد فقط تعتمد على الحروب العسكرية وتسيير الجيوش، بل هناك أساليب ووسائل عدة منها تدمير أخلاق الشعب وبخاصة الشباب الذين هم عماد قوة الوطن. وقد أظهرت الأرقام التي نُشرتْ عن نشاط جهاز مكافحة المخدرات في المملكة أن هناك زيادة في عدد المقبوض عليهم، ففي الربع الأول كان العدد 478، وفي الربع الثاني 503 أشخاص، وهذه الزيادة وإن كانت طفيفة إلا أنها تظهر أن رجال مكافحة المخدرات يقومون بواجبهم. وهذا ما يدعونا إلى مطالبة المواطنين بالتعاون مع هذا الجهاز المجاهد، ليس فقط بالامتناع عن تعاطي هذه السموم فحسب، بل الإبلاغ عن أي شخص أو جهات تروِّج لها وتورط شبابنا، لأننا بهذا العمل نحمي بلادنا ووطننا وشبابنا.