الجزيرة - رولا المسحال
رغم مرور ما يقارب الأسبوع على نشر خبر القبض على مغتصب القاصرات في جدة والملقب بـ»المرعب»، إلا أن أخباره والجديد في قضيته وما يتكشف كل يوم، مازالت تتصدر مجالس الكثير من الأهالي، وخاصة من الآباء والأمهات اللذين استشعروا الخطر رافعين شعار « ماذا لو كانت ابنتي الضحية؟!».
وأثار التساؤل رعب الكثير من الأهالي الذين طالبوا بسرعة القصاص والحكم في القضية، مشيرين إلى ضرورة أن يكون العقاب رادعا بحيث يكون رادعا لمن تسول له نفسه على القيام بمثل هذه الأفعال.
أقصى العقوبات للجاني
وقال سعيد الحارثي وهو أب لثلاثة أطفال» الخبر أقضى مضاجعنا وجعلني دوما أتخيل حالة أهالي الضحايا اللواتي انتهكت طفولتهن على يد ذئب بشري»، مشيرا إلى أن القتل للجاني هو الشيء الوحيد الذي سيشفي غليل أهالي الضحايا.
فيما قالت أم لجين « أرجوا ألا يتخذ عذر المرض النفسي والعقلي سببا في عدم معاقبة الجاني، فالمتابع لما قام به يرى أنه خطط لكل جرائمه واحدة تلو الأخرى»، منوهة إلى أنها أصيبت بحالة من الذعر بعدما سمعت عن الحادثة وغيرها من الحوادث الخاصة بالتحرش الجنسي فأصبحت تخاف على أطفالها من أي شخص غريب وتحرص على ألا يغيبوا عن ناظرها.
يشار إلى أن أنباء صحفية كشفت أن عائلة الجاني وكّلت محامياً للدفاع عنه، وأنها تسعى لإثبات «المرض النفسي» الذي يعاني منه الجاني، باعتبار أن شقيقه متواجد بأحد مستشفيات الصحة النفسية. فيما ذكرت مصادر أخرى أن الجاني مازال يرفض الحديث، وأنه مضرب عن الطعام. غير أن عدداً من القانونيين أكدوا على صعوبة إثبات المرض النفسي في حالة المتهم والذي أظهر ذكاء وحنكة عالية في التخطيط لجرائمه والتي فاق عددها 14 جريمة بحق فتيات قصر.
فيما قال محمد الحربي وهو أب لخمسة أطفال « أرجو أن يتم توقيع أقصى العقوبات عليه وأن لا ينال عقوبة عادية مثل ما نالها قبله بعض المغتصبين والتي لم تتجاوز 4 سنوات سجن وأربعمائة جلدة»، مشيراً إلى مسئولية الأهالي في حماية أبنائهم وتوعيتهم لكي ليصبحوا فريسة سهلة لبعض ضعاف النفوس. ونوه إلى ضرورة أن يعلم الأطفال ألا يتحدثوا مع الغرباء وألا يركبوا سيارة شخص غير معروف كما على الأهالي توعية أبنائهم وتثقيفهم بما يتناسب مع أعمارهم.
طفولة بلا تحرش
من جانبه طالب الإعلامي السعودي حسين بن مسعد عبر صفحة أنشأها على شبكة التواصل الاجتماعي «الفيس بوك» بعنوان «طفولة بلا تحرّش» بضرورة مساواة العقوبة الجزائية على جرائم الاعتداء الجنسي بالأحكام الشرعية الخاصة بقضايا اللواط والزنا، وذلك بعد ارتفاع نسبة تلك القضايا وكان أهمها قضية مغتصب القاصرات الأخيرة بجدة.
وقال في اتصال هاتفي مع الـ « الجزيرة» الصفحة تهدف إلى جمع أكبر عدد من التواقيع وذلك لرفعها لخادم الحرمين الشريفين للمطالبة بمشروع نظام يحمي الأطفال ويضمن سلامتهم، مشيراً إلى العالم الافتراضي يشكّل قوة رأي لا يُستهان بها، وبات يمثّل ما يُعرَف بالجمعيات الأهلية في دول العالم المتقدّمة، مشيراً إلى أن الصفحة بدأت باستقطاب اهتمام أعضاء «الفيس بوك» بصورة غير متوقّعة في الساعات الأولى منذ تأسيسها. وقال ابن مسعد» إنه عمل على الفكرة بالتعاون مع المحامي عدنان الصالح، بعد تزايد أعداد قضايا التحرش الجنسي بالأطفال في الآونة الأخيرة.
يشار إلى أن الصفحة تمكنت من استقطاب أكثر من ألفي مشترك خلال أربعة أيام فقط من انطلاقتها، وشارك فيها عدد من المثقفين والإعلاميين والأهالي واللذين أبدوا تجاوبا سريعا مع مطالب مؤسسي الصفحة.