|
الجزيرة - الدمام
أكد مسؤولون ومختصين في شؤون مكاتب السفريات بأن الزيادة في أسعار تذاكر الطيران في فصل الصيف متوقعة، وبزيادة قد تصل إلى 100% نظراً لتزايد أعداد المسافرين خلال الإجازة الصيفية، وقلة عدد شركات الخطوط الجوية، وفي المقابل تراجع عدد المواطنين ممن كانوا ينوون السفر بعد ارتفاع أسعار تذاكر الطيران قبل بدء الإجازة بأسابيع. حيث أكد عمرو الوهيبي مختص في شئون مكاتب السفريات، بأن الزيادة غير الطبيعية في أعداد المسافرين هي السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار التذاكر خاصة مع زيادة طلاب البعثات الخارجية ممن يرغب عائلاتهم السفر لهم والعكس، وهذا مما يقلل عدد المقاعد ويرفع السعر، مشيراً إلى أن الكثير من المسافرين تنقصهم التوعية العامة في السفر وذلك لأننا نجد ما نسبته 80% ممن يرغبون بحجز تذاكرهم قبل السفر بأسبوع أو أسبوعين، حيث إن ذلك هو ما يستدعي عدم وجود حجوزات في الوقت الضيق الذي يرغبون السفر فيه.
وأشار الوهيبي، إلى أن السبب الأكثر جدلاً في أوساط مكاتب السفريات هو عدم وجود منافس للخطوط الجوية السعودية وشركة ناس، لذا من الملاحظ بأن جميع الخيارات محدودة فلو وجدت شركات أكثر لوجدت أسعار أقل، وبالتالي لا يوجد للمسافر أيّ خيار سوى أن يسافر بأسعار مفروضة عليه أساساً وغير قابلة للتفاوض، أو أنه يذهب إلى دول خليجية مجاورة للسفر عن طريقهم بأسعار مختلفة تماماً.
وأضاف بأن للأجانب دور كبير في ارتفاع أسعار التذاكر، حيث يشكلون نسباً مخيفة من أعداد المسافرين في المملكة من عمالة أو أطباء أو مهندسين وغيرهم فتكثر سفرياتهم في فترة الإجازة الصيفية للالتقاء بذويهم.. وبيّن أن الكثير من مكاتب السفر توجهت إلى بعض الدول واقتصرت عليها دون غيرها، حيث يتم التسويق لها مثل دبي ودول أوروبا ودول شرق آسيا وغيرها، وذلك بسبب الأزمات التي مرت بها معظم البلاد العربية في تلك الفترة وحتى الآن، مشيراً إلى أن الإقبال على مصر قل بنسبة 50% ومع ذلك فان سعر التذكرة وصل إلى 2700 ريال، فيما كان في العام الماضي أو قبله لا يتجاوز الـ1400 ريال وهذا أمر لا يمكن ضبطه بجهة معينة أو تاريخ معين، فهو أمر متروك لشركات الطيران المذكورة ولا مبرر لارتفاعه من قبلهم والأمر وما فيه هو فترة ذروة وقلة وعي. وعن الحلول أشار الوهيبي إلى أهمية الوعي لدى المسافرين ليتقي شر هذه الشركات، مثل أن يحجز المسافر قبل موعده بشهر أو اثنين ليحصل على السعر الطبيعي للتذكرة وهذا ما نحث عليه كمختصين في هذا المجال.من جهته استبعد سعود العريفي مساعد مدير عام مجموعة الطيار بالمنطقة الشرقية والخليج العربي، في حديثه لـ»الجزيرة»، زيادة تسعيرة تذاكر الطيران جراء ارتفاع أسعار النفط حالياً، مبرهناً على أن تلك الارتفاعات لم تترك أيّ بصمة على أسعار التذاكر حتى الآن, وذكر أن بعض خطوط الطيران تبذل ما في وسعها, وبادرت بإلغاء رسوم بعض الإضافات التي تكون بسبب ارتفاع أسعار النفط.
وقال إن العروض في الوقت الحالي تشهد منافسة شديدة, لذا فإن رفع الأسعار يعتمد بالدرجة الأولى على فكرة العرض والطلب, واتفق مع العريفي مع غيره من المختصين في هذا الشأن بأن من حجز مبكر قبل 4 أشهر، فسيسافر بأرخص الأسعار بما لا يقل عن نصف السعر الحالي، أما غير ذلك بأيام قبل موعد السفر بسبب عدم التخطيط المبكر من بعض المسافرين، فمن المؤكد أن السعر لن يكون مثل الذي حجز مبكراً, ومن يقرر السفر حالياً فسوف يدفع ضريبة ذلك, إذ إن أسعار التذاكر سترتفع إلى 100% وذلك بسبب الرحلات الإضافية التي ستوفرها خطوط الطيران.وأشار العريفي إلى أن نسبة الإقبال على السفر لم تتغير وهي على ما كانت عليه العام الماضي لرغبة الكثيرين في السفر, إلا أن الوجهة اتجهت إلى بلدان أخرى مستقرة سياسياً وأمنياً بسبب الأوضاع المتقلبة في بعض البلدان العربية التي كانوا يرتادونها من قبل.وكشف عن أن هناك إقبالاً كبيراً على بعض الدول الأوروبية هذا العام خاصة, وذلك للمرونة الكبيرة التي قدمتها في كل ما يخص أمور الفيزا مثل دولة بريطانيا التي تشهد طلباً عالياً خصوصاً من المواطنين. وبين العريفي أن هناك ضغطاً كبيراً على الحجوزات, بسبب أن العطلة الصيفية لن تتجاوز هذا العام سوى 35 يوماً, ومن ثم يأتي شهر رمضان المبارك والذي عرف بركود أغلب مكاتب السفر والسياحة ووكالات الطيران بسبب عدم سفر السعوديين للخارج وصعوبة أداء فريضة رمضان بالخارج.
في المقابل أشار مطلق السبيعي الذي كان ينوي السفر، إلى أن أزمة الحجوزات وارتفاع أسعار التذاكر دائماً ما تتكرر كل إجازة, وقال: لقد بحثنا عن أسعار مخفضة لكن لم نجد, مما جعلني وعائلتي في حيرة بسبب ارتفاع التكاليف لأسرة مكونة من 6 أفراد وإلغاء فكرة السفر.