رسالة.. ملؤها الحب والمودة لمن علمتني كيف تكون الحياة وكيف أتعامل معها كما يجب أن تكون المعاملة.. إلى من أخذت بيدي منذ أن بدأت أميز الأشياء من حولي، وجعلتني مع الابتسامة كالعينين في الرأس لا نفترق وذلك من أجل أن أكتسب حب ورضا الجميع المحيطين بي رغم أنّ رضاهم غاية لا تدرك.. إلى من تمتلك أحلى عينين في هذا الوجود رغم أنها لا ترى وفي نفس الوقت هي بذاتها لا تُشاهد..؟ ولكنها استطاعت أن تكتسب عشق من حولها بذكائها وروحها وبنظرتها الدائمة التي يشعر بها الآخرون من دون لمس ولا نظرة ولكن من خلال الأهم منهما وهي السكن داخل أرواح البشر الذين يعرفون قيمتها الغالية وجعلوها عنوانًا لحياتهم.. لقد أحسست منذ اليوم الأول الذي تعرفت عليك فيه وجعلتك أغلى صديقة بتغير طعم ولون الحياة بأكملها في ناظري؛ لأنني من خلال معرفتك عرفت كيف أكسب الدنيا وأكسب رضاها علي بعد الله سبحانه، فإذا قست علي ضحكت معها، وإذا ضحكت لي أخذت كامل حذري منها واقتنعت بأن الدنيا بوجهين لا ثالث لهما وكلا الوجهين زائلان لا محالة.. رسالة.. إلى من جعلتني أغمض عيناي وأنا مرتاح الضمير وخالٍ من أي تفكير وهواجس وهموم معتادة تملأ رأس وقلب كل واحد في دنيانا.. لأنك يا حبيبتي علمتني بأنه لا يوجد شيء يستحق أن يفكر فيه الواحد منا ويجعله منشغل الفكر دائماً رغم أنها طبيعة النفس البشرية والتي يصعب التخلص منها.. من خلالك استطعت أن أرسم وفي نفس الوقت أن أحقق أهدافًا كانت في خاطري، وحتى الأهداف الأخرى التي لم أستطع تحقيقها استطعت أن أنساها وبسرعة مع الأيام؛ لأنني وثقت تمامًا أنها لم تكتب لي بأمر من الله سبحانه وثم بتوجيهك الدائم لي بأن الذي لا يكتب من الله هو خير لي من أشياء كثيرة تحققت لي.. رسالة.. إلى جامعتي التي جعلتني أحد طلابها وثقفتني وعلمتني ووظفتني وأنا لا أزال على مقاعد الدراسة في كلياتها وسأتقاعد من الخدمة وأنا مازلت وسأظل الطالب النجيب الذي يتعلم منها حتى لو بلغت من العمر المائة أو تقاعدت من الحياة بأكملها! رسائل تعجز سطورها أن تعبر عن التعابير في داخلي للفتاة التي كنت وما زلت وسأظل أحبها.. للأنثى الناعمة التي وقف رجالات التقدير والاحترام لها علواً لمكانتها وشأنها لأنهم عرفوا قيمتها التي لا تقدر بثمن وأنها كنز لا يفنى.. عرفت مكانتها كذلك كل القلوب التي سكنت هذا الكون الواسع في الماضي والحاضر ومن سيسكنه مستقبلاً بشرط أن يعرفوا فن التعامل معها.. هل تريدين المزيد من رسائلي.. أيتها (القناعة)..؟؟!!
- الرياض