ماذا يعني إقدام إنسان على ارتكاب جريمة غير أخلاقية ولا إنسانية، تتمثل في اغتصاب ثلاث عشرة فتاة قاصرة بعد أن يستدرجهن إلى وكره بتقديم الحلوى والهدايا؟
ماذا يُفهم من نجاح هذا الإنسان المجرم في تنفيذ ثلاث عشرة جريمة دون أن يتقدم أحد من أهل ضحاياه بشكوى تحرك الأجهزة للقبض عليه وتخليص المجتمع من شروره؟
مثل هذه الجرائم الشاذة ومثل هؤلاء المجرمين ما كان لهم أن يمارسوا أعمالهم الشاذة، وما كان لهذه الجرائم أن تحصل لو أن الجميع يؤدي دوره كما يجب؛ فأهل الضحايا لو أنهم انتبهوا لغياب أطفالهم، وتابعوا تحركاتهم لما استطاع مجرم شاذ أن يغريهم ويستدرجهم.
ولعل تخفيف العقاب على هؤلاء المجرمين الذين أخذوا يتكاثرون؛ لاختلاطهم بثقافات دخيلة، هو الذي أدى إلى تكاثر هذه الجرائم؛ فلا يمر وقت حتى تتكرر حوادث لا أخلاقية وجرائم لا إنسانية، وبعد أن يتم القبض على المجرم المرتكب لتلك الجريمة يخرج علينا مَنْ يبرر تلك الفعلة الشنيعة، ويزعم أن مرتكبها مريض نفسي، وأنه يعاني عُقَداً...!!
هذه التبريرات وإيجاد الأعذار لهؤلاء المجرمين يشجعان الآخرين على ارتكاب جرائم مشابهة، ولا ندري كيف يشعر أهالي الضحايا، والضحايا أنفسهم، بعد أن يتم تخفيف العقوبة على المجرم الذي لم يراعِ ديناً ولا ذِمَّة ولا أخلاقاً.
علاج هذه الحالات، ووقف التمادي في تحدي القوانين والخروج على القِيَم والأخلاق، هو العودة إلى تطبيق الحدود كما شرعها الله، التي تحكم بها المحاكم الشرعية السعودية، والحكم الذي ينتظره كل من تابع هذه القضية التي آلمت الجميع أن يُعامَل هذا المجرم المعاملة التي يستحقها، والتي شرعها الله لحماية المجتمع من جرائمه وجرائم أمثاله، والتي لا يمكن وقفها إلا بإظهار الحزم والتمسك بما شرعه الله لمعالجة مثل هذه التجاوزات البعيدة عن الخُلُق الإسلامي.