الجزيرة - الرياض
هذه هي قصة نهاية معاناة شابة سعودية، تبلغ من العمر 38 سنة، كانت تعاني منذ الولادة خللاً في تكوين أنسجة مفصل الورك في كلتا الجهتين؛ ما أدى إلى إصابتها بخلع ثنائي في مفصل الورك منذ الولادة، ولم يتم علاجه حينها؛ ما أدى إلى عدم القدرة على المشي طبيعياً (المشية المتهادية)، والعرج، وازدياد الآلام يوماً بعد يوم في الوركين، وفي أسفل الظهر.
وقد أظهر الفحص السريري وجود حركة محدودية في الوركين والحوض في كلتا الجهتين، مع قِصَر في الأطراف السفلية بمقدار 5 سم وانحناء أمامي لفقرات العمود الفقري. وكشف الفحص بواسطة أشعة إكس والتصوير المقطعي وجود خلل في تكون أنسجة مفصل الوركين من الدرجة المتقدمة الرابعة مع خلع في المفصل.
وقد أوضح الطبيب عبدالله محمد عاشور، استشاري جراحة العظام وجراحة استبدال مفاصل الورك والركبة في مستشفى القوات المسلحة بالرياض المشرف على هذه الحالة، أن الخيار الأفضل لهؤلاء المرضى هو تغيير كامل لمفصل الورك في الجهتين ووضع مفصل صناعي، مع العلم أن هذه الجراحة في مثل هذه الحالة تحمل احتمالية مضاعفات عدة مثل حدوث انخلاع في مفصل الحوض أو شلل العصب الوركي.
وقد تم بحمد الله استبدال مفصل الوركين للمريضة دون أي مضاعفات، وقد تلاشت الآلام التي كانت تشتكي منها طويلاً, كما أنها محتفظة بالطول الطبيعي للطرفين السفليين ونطاق كامل من الحركة لمفصلي الحوض دون الحاجة إلى إجراء تقصير لعظام الفخذ، التي تُعتبر إجراء ضروريا في مثل تلك الحالات المتقدمة من المرض، وعادت للمشي على قدميها طبيعياً.
وقد أوضح الدكتور عاشور أن الخلع الذي يصيب مفصل الحوض منذ الولادة هو مرض شائع في بلدان منطقة الشرق الأوسط، ولا بد من معالجته مبكراً خلال السنوات الأولى من الطفولة؛ ما يمنح المريض فرصة لحياة أفضل قبل أن تحدث له إعاقات يصعب التعامل معها لاحقاً وتصيب المريض بالإحباط المزمن.
إن قسم جراحة العظام في المستشفى العسكري بالرياض يقوم بإجراء نحو 400 عملية استبدال وإصلاح مفصل سنوياً؛ وذلك لعلاج حالات التهاب المفاصل التآكلي ومضاعفات المفاصل الناتجة من أنيميا الدم المنجلية، والتهابات المفاصل المزمنة الناتجة من الإصابات والحوادث، إضافة إلى حالات الخلل الوراثي الذي يصيب الأنسجة المحيطة بالمفاصل.