فاصلة:
((كثير من الأخطاء يولد من حقيقة نسيء استعمالها))
حكمة عالمية
في حياتنا الكثير من التناقضات وأكثر ما يزعج تلك المتعلقة بالقيم والمبادئ التي من المفترض ألا يكون حولها تناقض، قرأت تحقيقًا صحفيًا نشرته الزميلة عبير البراهيم، واستمتعت بالمضمون الذي حواه التحليل الذي قدمته الزميلة للتناقض الذي نعيشه في حياتنا.
أكثر ما يتضح التناقض في السلوكيات التي تعبّر عن أفكارنا، تلك السلوكيات التي تبدو وكأنها ناتجة عن شخصين منفصلين.
أحيانًا نبدو كأننا في منازلنا نحمل شخصية مختلفة عن تلك التي نعيشها في الشارع والعمل أو في أي مكان عام.
والتساؤل إذا كان العلماء يقولون: إن التناقض سمة البشر فلماذا يتضح التناقض في سلوكنا نحن العرب فقط؟ لماذا أتحدث عن الحرية بينما استعبد الآخرين الذين امتلك بيدي التصرف في حياتهم حتى لو كان استعبادًا معنويًا؟ ولماذا أتحدث عن أهمية تحمّل المسئولية وأنا ارمي بمسئولياتي على الآخرين؟ وأكثر سمة تتضح تلك التي تفضحنا تمامًا أمام أنفسنا حينما نتحدث عن إيماننا بالنقد بينما لا نقبل مطلقًا أي نقد يوجه إلينا وكأنما ذواتنا منزهة عن النقد.
المثقفون ونجوم المجتمع هم مثال جيد للتناقض، فالمثقف الذي ينادي بحرية المرأة هو ذاته الذي لا يسمح لزوجته أن تمارس مثلاً حرية التعبير عن الرأي، وربما لذلك من النادر أن نرى زوجات مثقفينا في المناسبات العامة!!
يبقى من المهم أن نوجد حلاً لهذا التناقض الذي نورثه للأجيال القادمة الذي يمنعنا عن التمتع بالأمان النفسي والتصالح مع النفس، متى نستطيع أن نصرّح بما نؤمن به وليس بما يريد أن يسمعه الآخرون؟ متى نكون شخصية واحدة في البيت والشارع والعمل؟ ربما من الصعوبة أن نلغى ثقافة سائدة لكن ليس من المستحيل أن نعي أخطاءنا، فهي الخطوة الأولى نحو الصواب.
nahedsb@hotmail.com