نهجت بعض المدارس الأهلية المتميزة في مستوى ما تقدمه من أساليب تعليم وتدريس , وما توفره من كفاءات عالية في منظومتها التدريسية , والإدارية , وفيما تنتهجه من سبل راقية, وواعية, وتربوية في معالجة احتياجات الدارسين فيها , والدارسات , نحو تحديث وتطوير أساليب رعاية المواهب , وصقل القدرات ,..وقد قدر لي أن أشهد من خلال متابعة سنوات طويلة لبعض الدارسات فيها, فتأكد لي أن أهدافها البعيدة ترنو نحو حصاد عال من نجاح الإنسان , في شخوص طالباتها وطلابها , وتنميتهم تنمية مستدامة , حيث توفر لقدراتهم منافذ ذاتية , ومدارك مصقولة , حين يصل دورها لتزج بهم في معترك التحصيل العالي , فإنهم لن يواجهوا صعوبات تذكر , لا من حيث المهارات ولا من حيث الخبرات والمعارف , ولا من حيث اللغات والوسائل..., مع مدارك واسعة , وقدرات مدربة , ومهارات مصقولة معتنى بها..
هذه المدارس في أول نماذجها, مدرسة «دار البراءة» بقسميها للبنات والبنين ,..
وهذه المؤسسة يعمل كادرها الإداري بكل ما أوتي من إمكانات , لمداومة تطويرها , وتحديثها , وجعلها مواكبة لمتطلبات العصر, في مجالاتها التربوية, والإدارية , والتكوينية, والبنائية, لكل عنصر بشري يقتعد كرسيا في فصولها , أو مختبراتها, أو يتعلم باللعب في ساحاتها , أو معامل تجريبها...
ولعل ما لفت انتباهي , وأثار إعجابي خلال هذه السنوات , ومن ثم مؤخرا , هي تلك التجارب الجادة في تدريب الطالبات على إجراء البحوث العلمية المبتدئة , في مراحل مبكرة تعودهن على منهجية البحث , والتحصيل , وإعداد المحاولات الجادة الأولى من خلال تطبيقها على ما يتلقينه من معارف , ومن ثم كتابتها , ففي هذا النهج لمست حرصا يسخر ما استجد من وسائل وبرامج للاستخدام الفاعل بعيدا عن الاستهلاك الهادر..
ومن ضمن خططها , أن تدرب الطالبات على التأليف والكتابة , بل إعداد مجلات منوعة بالخبرات المفيدة كتلك التي بين يدي, من صنيع طالبات الفصل الثاني المتوسط , مجلة نموذجية كأنها من صنع الكبار , أعدتها الناشئات, مادة وتبويبا وإخراجا وطباعة بصورها, وموضوعاتها , ورسومها وخطوطها بلغتين تتقنها الطالبات وهن في الفصل المتوسط الثاني تحمل عنوان (ألوكة) رسالة تعليمية للعلم والحياة والسلام والحب والصداقة والمعرفة , هكذا يحمل غلافها من أهداف..
ناهيك عما تجده أيضا طالبات الثانوية من استعداد , للمواجهة مع متطلبات التقويم , ومستقبل زاخر باحتياجات ما تعدهن له هذه المؤسسة..
فضلا عما تتلقاه طالبات الابتدائية من رعاية تامة واحتواء شامل ليكن مهيآت لما يستشرف من مراحل..وكذلك يجد طلاب القسم الخاص بالبنين..
التحية الكبيرة للأستاذة المربية القديرة ليلى العيسى مديرة المدرسة , النحلة الدؤوبة , والطاقة الموقدة فيها كل شموع النجاح , كما هو تقدير موصول للأستاذة القديرة سارة الكنهل من هي السند والدعم واضعة البناء مشيدة البوصلة...
ولعل من اللائق أن يشكر المجتهد , ويلقى الضوء على ما بداخل أسوار البوتقة التي تنتج ولسوف تحصد.
ولا أشك أبدا أن إدارة التعليم تحفظ لهذه المؤسسة التربوية المتفوقة حقها في التكريم.
فهي نموذج ناطق وحيوي للتعليم المتفوق المتميز.