إحدى صديقاتي نطلق عليها اسم: صاحبة المنظار الأسود، فهي كئيبة، ترى السواد في كل شيء، فالحياة على حد قولها لم تمنحها ولو القليل من خيراتها... فكلما همت بأمر أو عمل تكون الأفكار السوداء والتشاؤم رفيقاها منذ البداية، لتفشل في النهاية، وتلقي باللائمة العظمى على حظها العاثر، وحياتها المنحوسة...
ذكرتني تلك بالحكمة الصينية التي كتبتها على ورق البردي، وعلقتها على جدار غرفة مكتبي، وأقوم بقراءتها يومياً، وأنا أرشف من فنجان الشاي الصباحي، لترسخ في ذهني كلما مال بي الحال، والتي تقول: تخيل أن لديك كأس شاي مّر، وأضفت إليه سكراً، ولكن لم تحركه، فهل ستجد طعم حلاوة السكر؟
بالتأكيد لا، أمعن النظر في الكأس لمدة دقيقة... وتذوق الشاي، هل تغير شيء، هل تذوقت الحلاوة؟ بالطبع لا
ألا تلاحظ أن الشاي بدأ يبرد ويبرد وأنت لم تذق حلاوته بعد؟
إذن محاولة أخيرة... ضع يدك على رأسك ودُر حول كأس الشاي، وادع ربك أن يصبح الشاي حلواً... هل تغير شيء؟ بالطبع لا..
إذن كل ذلك جنون... وقد يكون سخفاً، فلن يصبح الشاي حلواً... بل سيكون قد برد، ولن تشربه أبداً...
وكذلك هي الحياة.. فهي كوب شاي مُر... والقدرات التي وهبك الله إياها، والخير الكامن داخل نفسك هو السكر... الذي إن لم تحركه بنفسك فلن تتذوق طعم حلاوته...
وإن دعوت الله مكتوف الأيدي فلن تكون أفضل إلا إن عملت جاهداً بنفسك... وحركت إبداعاتك بنفسك... لذلك اعمل... لتصل... لتنجح... لتصبح حياتك أفضل... وتتذوق حلاوة إنتاجك، وعملك، وإبداعك... فتصبح حياتك أفضل شاي يعدل المزاج...
كثيراً ما أُسائل نفسي: متى سيحين اليوم الذي تضع فيه تلك الصديقة منظارها الأسود العاتم، وترى جمال الحياة...
- الرياض
danaalkhayyat@hotmail.com