بئسَ الجليسُ الفاسق الكذّابُ
القول فحش والوعود سرابُ
يتلمس العيب المشين لفاضلٍ
وتراه في عرض الورى يغتابُ
لا يحمل الود الجميلَ لصاحبٍ
حفظ الوداد أحبّهُ الأصحابُ
يصطاد في الماء المعكر شامتاً
ويسفّه الأفكار وهي لُبابُ
لا يرعوي عن غيّه وفضولهِ
وإذا تحدّث همّه الإطنابُ
ُلا تجلسنَّ مع الكذوب مصاحباً
فتصبك منه معرةٌ وعتابُ
اخترْ من الأصحاب كلَّ مهذّبٍ
يهوى الصراحة، صادقُ حَبّابُ
فهو الجليس كحامل المسك الذي
يُهدي العطورَ تزينه الألقاب
وهو الصديقُ تُسرُّ عند لقائهِ
وإذا لقيك أسرّهُ الترحاب
إنَّ الصداقة مطلبٌ لحياتنا
وبها يكون الصحبُ والأحبابُ
وبها تفيضُ مشاعرُ ومحبةٌ
نحو الصحاب وتستقرُ رِغابُ
تحلو الحياةُ إذا الصداقةُ وطَّدت
لم يدن منها الكاذب المرتابُ